إرهـــــــــــاب

نبيهة محضور

بعد ليل موحش ,افترس أفكاره بأنيابالهموم والقلق, أطل عليه ذلك الصباح , بوجه حائر و عينين ذابلتين , لم يسكنهما النوم , وصورة صغاره الذين باتوا يصارعون بطونهم.. حتى أطبقت بعد عناء جفونهم , خرج يجري في أزقة مدينته ألقابعة تحت سياط الجوع ..تاهت قدماه وهو يتخبط هنا وهناك.. عله يعود بما يطفئ لهيب بطونهم الخاوية , مشى ومشى دون جدوى ..مصادفةوقف أمام بيت ذلك ..المسؤول الكبير ,خدمه كانوا يرمون بقايا حفل عشائه, الذي يكفي أهل حارته الجياع , ويدفعون به إلى تلك الحاويةالجاثمةأمام بيته, التي أصبحت تئن من التخمة !.. فكر كثيرا.. ولما لم يجد بدا توجه نحوها.. وما أن مد يديه المرتعشتين ليجلب ما يسد رمق اسرته, وجد نفسه مطوقا بمجموعة من حراس الأمن, الذين لم يقرأوا في عينيه الجوع , ولم يشفقوا على حاله البائس , وبكل فضاضة وقسوة اقتادته أيديهم بتهمة الإرهاب! ومحاولة ألقائه قنبلة جوعه التي لم يصل صدى انفجارها أذان ذوي البطون المتخمة.

قد يعجبك ايضا