لعنة النسيان
طلال قاسم
خارج من بيته وفي الباصعلى المقعد الأخير بقرب النافذة المتسخة بالغبار والمشاهد العشوائية البائسة خلفها خطر في باله أنه قد نسي شيئا ما في البيت! شيئا ما يبدو مهما جدا كأهمية هذا الإحساس الذي يغتال ذاكرته ويعبث في روحه الآن تحسس جيوبه بذعر خفي وبطن منقبضة وقلب متسارع فتش جيوبه بقسوة الخائف وحرص المخبر كان كل شيء موجودا كما أراد لكن شعوره القوي المتصل بنسيانه لذلك الشيء لم يغادره راجع وفتش ذكرياته قبل خروجه من البيت/ “استيقظت فارغ الرأس خرجت إلى الحمام غسلت وجهي بدأت التفاصيل تعج بالحياة والضجيج في رأسي حدقت في نفسي قليلا”.
وعند هذه النقطة صرخ متذكرا: نعم نعم لقد نسيت وجهي معلقا هناك على المرآة.