الدراسات النقدية.. هل أسهمت في تطوير الأعمال الإبداعية¿

استطلاع/ خليل المعلمي


تظهر على الساحة الثقافية الكثير من الأعمال الإبداعية والأدبية في مجالات الشعر والقصة والرواية للكثير من المبدعين الشباب وبرغم ذلك إلا أن الحركة النقدية في بلادنا لم ترقى إلى المستوى المطلوب كما يقول البعض من الأدباء بينما يرى آخرون أن الدراسات النقدية لم تواكب المنتج من نصوص مختلفة مما أدى إلى التناسخ والتكرار ومن خلال الاستطلاع التالي نستعرض آراء لبعض الأدباء حول ذلك:

علاقة جدلية
بداية يقول الأديب عبده الحودي: إن علاقة النقاد بالعمل الأدبي والشعري وبالكتاب -بوصفهم منتجين- علاقة جدلية تتسم بالتأثير والتأثر ويمكن القول أن وظيفة النقد هي التي تفرض تبدلا وتطورا لدى الآخر المبدع فكلما ازداد اهتمام النقاد بالمنجز الإبداعي ازدادت أهميته لدى الجمهور وزيادة عدد القراء.
ويضيف: إن القراءات النقدية للعمل الأدبي هي من تحدد طبيعته من حيث إيجابياته وسلبياته ومدى قدرة الكاتب في الالتزام بعناصر وفنيات وتقنيات المنتج وبالتالي الحكم على جودته ونجاحه فنيا فضلا عن استفادة المبدع من التعرف على دلالات نجاحه وتعزيزها في مقابل تلافي الجوانب التي كانت ناقصة والعمل على تجاوزها.
ويتابع: النقاد هم من يؤثرون في نجاح بعض الكتاب وفي إخفاق آخرين كل هذا طبعا يؤثر في مسار حركة الإبداع فإذا ما وجد اهتمام نقدي بكاتب ما حتى تجد دور النشر تتهافت على طباعة منتجه وتوزيعه والتسويق له بل إن الناقد أحيانا إذا ما تم عرض مخطوطة العمل الإبداعي عليه من قبل الكاتب قد يتدخل في طبيعته مثل حذف أو تعديل أو إضافة ..الخ.
ويؤكد الحودي أن الحركة النقدية المواكبة للمبدعين تساهم في تطوير أدوات وأساليب وتقنيات وفنيات الكتابة الإبداعيةخصوصا إذا اعتمدت على معايير ومناهج مواكبة للتطورات النقدية ومدارسه الحديثة ويجب أن تخضع كل الممارسات الحياتية للنقد والمراجعة في اتجاه الأجمل والأفضل.
اسهامات محدودة
أما الناقد إبراهيم الهمداني فيرى أن النقد في بلادنا لا يسهم بالقدر الكبير في خدمة المبدع ويبرر ذلك بسببين الأول: أن معظم المبدعين يكتبون غثاء ويرفضون النقد التوجيهي البناء بل ويطالبون من النقاد أن تكون دراساتهم تشجيعية لأنهم مازالوا في البدايات ومعظم الدراسات النقدية تنحو هذا المنحى أما السبب الثاني فيعود إلى غياب النقد التخصصي أو الناقد المتخصص لذلك تجد اسما معينا يكتب في الشعر ونقد الشعر ونقد الرواية والقصة والقصة القصيرة جدا ويدعى بالناقد وكل ما يكتبه لا يتجاوز الآراء الانطباعية وبناء على ذلك تجد الغث كثير جدا ومتوفرا سواء أكان في الجانب الإبداعي أو الجانب النقدي ولا تكاد تجد قراءة تحاور النص وتستنطقه وتقومه ألا ما ندر وهذا النادر يتحاشاه معظم المبدعين.
عدم الوصول إلى المستوى المطلوب
وتقول القاصة سهير السمان إن الدراسات النقدية في بلادنا لم ترتق إلى المستوى المطلوب التي من خلالها يمكن أن نؤسس لحركة نقدية يستفيد منها الشباب والمبدعون والنقد حاليا أصبح منحصرا في المجاملات بين المثقفين والأصدقاء والأدباء ولهذا لا توجد بنية نقدية صحيحة في ظلها ينشأ أدب راق.
وتضيف: ولدينا أمثلة لعدد ممن أثروا الحركة النقدية في بلادنا أمثال الأديب الراحل عبدالله علوان الذي استفاد منه الكثير من المبدعين الشباب والناقد علوان الجيلاني والناقد الشاب عبدالرقيب الوصابي وصدام الشيباني وغيرهم فالأديب لا شك بأنه يحصل على الفائدة من هذه الدراسات حيث يأخذ الناقد بيده إلى الكتابة الصحيحة وترك السلبيات وتنويره بما يجب عليه ويظهر ذلك في أعماله اللاحقة.
صقل إبداعات الشباب
أما الأديب هشام ورو فيقول: الدراسات النقدية تصقل الإبداعات الشابة وتنمي ملكة الموهبة لاسيما عندما يتوفر نقد بناء نقد يتعامل مع الحرف والكلمة وحدها واعتقد أن هناك تجارب نقدية واعدة تحتاج إلى تشجيع واعتقد أن الإبداع النقدي يوازي الإبداع في كافة الفنون مع أن الناقد يحتاج إلى قراءة واعية ومتأصلة لكل جوانب التجربة الأدبية.
و يرى الشاعر محمد سالم الحداد أن للنقد أهمية كبيرة في تطوير الأعمال الإبداعية ويقول: لقد أصدرت 14 كتابا وتعرضت للنقد منذ الوهلة الأولى واستفدت من ذلك في أعمالي الأخرى التي طبعتها ولدي الآن 9 عناوين جاهزة للطبع منها الرواية والقصة القصيرة والدراسة.
النقد ومواكبته للنصوص
أما الشاعر جلال الأحمدي فيؤكد بأن النقد في بلادنا لم يواكب النصوص الكثيرة التي يتم نشرها ولهذا نلاحظ التناسخ والتكرار في الكثير من النصوص ويتابع قائلا: غياب النقد يؤدي إلى غياب الحركة الثقافية ونلاحظ وجود النقد الصارم والنقد الذي يتناول الإيجابيات ونحن بحاجة إلى النقد الحقيقي الذي يتناول جميع الجوانب.
وأضاف: ألاحظ أن بعض المبدعين تحصل أع

قد يعجبك ايضا