القانون للضعفاء !!
عبد الرحمن بجاش

قال صاحبي محدثا : عاد فلان من بلد الاغتراب بعد ان فتح الله عليه برزق سخره لبناء عمارة على أحد شوارع المدينه ليضمن له دخلها من الايجار ما يقيه الحاجة …..أكمل البناء , وبقيت مساحة صغيره بينه وجاره عزم على ان تكون ممرا اضافيا وبرميلا ارضيا للماء , ليفاجا ذات صباح بان عمالا يعملون على حفر المساحه ليذهب ويسأل قالو : لجارك ,الذي اتى متحفزا : مالك ما تشتي ¿ – هذه المساحة حقي – من قال انها لك واحمد الله انك بنيت العمارة وانا غائب والا والله ما طرحت حجر على حجر , – طيب بيننا القانون , لوح الجار بسلاحه الآلي – القانون لكم الضعفاء , اما انا فقانوني هذا !!. يشير الأمر ببساطه إلى وعي ترسخ خلال عقود من غياب القانون أو بالأصح تغييبه عمدا لتسود ثقافة من نوع ما قاله الجار لجاره , وأنظر فأقسام الشرطة بعضها حين يتلقى قضايا الناس الخلافيه فيحيلها الى ديوان رئيس القسم حيث يتحول بعد عصر كل يوم إلى شيخ يخلس بدلته ويضع امامه سلاحه الآلي شعارا لو ضع ترسخ في المدى الطويل بين غياب الدولة وحاجة المواطن , وانظر ايضا فمن عمل على ترسيخ الوعي بغياب الدولة وإحلال منطق القوة الفردي محلها يعمل الآن ولا يزال على الحيلولة أن تستعيد الدولة وجودها وهيبتها بترديد شعارات تكرس الغياب لمصلحة يعلمها ويعرفها ويريدها من لهم مصلحة في سواد منطق «أنا ومن بعدي الطوفان» !! , مساكين من ظلوا يرددون مقولتين بعيدتين عن الواقع قريبتن من دولة للنفاق تكونت وتو ضحت اركانها وصار لها مريدوها المتعصبون لها اصحاب منطق ( سلاحي يغنيني عن القانون ) وفي الاخير تكتشف أنهم غيبوا الدولة والعرف وصاروا هم المرجع ومن يريد عنوانا يصل بمشكلته اليه باحثا عن حل او سلوى !! , شعاران أو مقولتان ظل من ظل يرددهما ( دولة الإعجاز والإنجاز ) ( الدولة اليمنية الحديثه ) وظل أصحاب المقولتين المجترحتين يرددونها كالآلات لا تدري في الآخير عن أي إعجاز وإنجاز تحدثوا ولا أي دولة يمنية حديثة وجدت !!! , إذ أن جل ما وجد جماعة تنهب وتتصرف وتتحدث عن هيبة هم وحدهم يعلمون ويعرفون معالمها واين تبدأ وتنتهي اما المواطن فقد ضاع عليه راس الخيط ولا يزال يبحث عنه إلى اللحظة , عينه وقلبه وكل حواسه يتجهون به الى مخرجات الحوار الوطني الملجأ الوحيد لإيجاد دولة العدل , ما يريد اصحاب المقولتين والواهمون تكسيره كما كسروا حضور الدوله حين منعوا القانون من الحضور واحلوا قوانينهم الخاصة التي مكنتهم من الوصول الى الثروة والسلطة وعملوا بعد الوصول اليهما على ألا يردد حتى من يريد مجرد الترديد الرغبة في وجود القانون وظل الالتفاف قائما ويعملون الان وبكل قوة على الالتفاف على ما أجمع عليه المتباينون والمختلفون والحالمون والضباحى والطفرانين في قاعة الحوار , ومطلب الناس الآن أن تخرج ما اتفق عليه إلى حيز الو جود وأولها الدستور الذي بإنجازه ستوجه ضربة قاسية على وجه دولة ( سلاحي بدلا عن القانون ) او المنطق الذي ترسخ في ذهن ذلك الجار ( القانون للضعفاء اما انا فهذا قانوني ) , ما يوجب الآن على من يرى بعينين سليمتين أن يظل يرسل نظره إلى الأفق فهناك المستقبل الذي نريد , أما من يريدنا أن نحول عيوننا ونعود نرسلها إلى ماضيه اقول ( ان التاريخ يابى أن يتكرر فاذا فعلها فهي الماساة والملهاة ولا يمكن ان يجتمعا…ونحن شعب له كرامة ولسنا قطيع أبقار وحشية تذهب بنا الرياح في أي اتجاه …نحن نبحث عن اتجاهنا …..