رصيدك الوطني يا المؤتمر !

فتحي الشرماني


اعتاد حزب المؤتمر الشعبي العام أن يكون فعالية وطنية جامعة لايمكن تجاوزها,فالحديث عن المؤتمر هو حديث عن فكر ورؤية لها قاعدة عريضة,ولها من المبادئ ما يجعلها عصية على التحلل أو الذوبان كما هو حال أحزاب في دول أخرى جرى استئصالها, وأنا على ثقة أن المؤتمر لا يزال ينتظره مستقبل سياسي فاعل, وإن كان يحتاج من أجل ذلك إلى عملية التقييم والتقويم, فالنقد الذاتي أمر لا بد منه.
وعلى الرغم من الأخطاء الاستراتيجية وغير الاستراتيجية التي كان يقع فيها حزب بهذا الحجم فكلنا يعرف أن المؤتمر منذ نشأته ظل في قلب الأحداث وتحمل مسؤولية حماية المكتسبات الوطنية وقدم التضحيات من أجل ذلك, وكان يسير ومن خلفه الشعب نحو إفشال كل مخططات التآمر على هذا الوطن.
والمهم أن المؤتمر الشعبي بفكره وتاريخه ورموزه المستنيرة لا يمكن أن يجد نفسه اليوم إلا حيث تكون مصلحة الوطن وحماية مكتسباته, وهذا ما ينبغي أن يكون عليه المؤتمر الشعبي في هذه الظروف العصيبة التي نجد فيها وحدات من جيشنا الوطني في محافظة عمران ليس أمامها إلا أن تدافع عن كرامة هذا الوطن وأمنه واستقراره.
فلا ينبغي استدعاء نزعة التناحر والاختلاف السياسي في قضية صراع الجيش مع أي جماعة تحمل السلاح وتقتل أفراد القوات المسلحة والأمن بدم بارد, فدماء الجنود لا ينبغي أن تكون مادة للمناكفة, ولا ينبغي السكوت عن الإعلام الذي يصنع الهزيمة وينخر في جسدالاصطفاف الوطني.
إن المؤتمر الشعبي مليء بالشرفاء الوطنيين الذين لا يقبلون أن ينسحب المؤتمر إلى مواقف باهتة يستمرئ أصحابها خذلان الوطن بالتعامل مع وحدة من وحدات الجيش أو اثنتين على أنها ميليشيات, أو غير ذلك من المباركات الإعلامية التي تقف ضد معركة الوطن مع جماعة كلنا يعرف أهدافها واسلوبها في الاختلاف مع الآخر, وكأن على تلك الألوية المرابطة في شمال الشمال أن تظل تتلقى الموت فردا فردا أو كتيبة كتيبة حتى ينتهي الجميع.
كما كنا ولا نزال صفا واحدا مع الجيش في حربه ضد إرهاب تنظيم القاعدة فإننا لا بد أن نكون كذلك مع الجيش وهو يتصدى لعدوان يومي من جماعة اختارت السلاح لغة للتعامل في محاولات متكررة منها لإسقاط المحافظة بعد الأخرى, وكأن اليمنيين كلهم غزاة ومستعمرون.
للأسف, هناك أطراف في المؤتمر تريد جرجرته إلى استعداء الجيش بالتشفي عليه والتفريق بين منتسبيه, ونشر الأكاذيب التي هدفها بث الانهزام في نفسية القيادة السياسية بزعامة المشير عبدربه منصور هادي وهو يقف بمؤسستنا الدفاعية ثابتا
أمام كل المحاولات التي تستهدف أمن اليمن واستقراره, وهي تلك المحاولات التي تسعى إلى قطع الطريق على خروج نتائج مؤتمر الحوار إلى حيز التطبيق, ولذلك فهي تفتعل الحروب وتستعدي كل فئات الشعب وتقف خصما لطموحاته وأحلامه ببناء دولة اتحادية حديثة تقتضي أن يشارك الجميع في الوصول إليها.
اليوم لابد أن تتوحد كل رؤى قيادات وقواعد المؤتمر الشعبي العام حول دعم القيادة السياسية وهي تواجه مؤامرات متوالية لا تريد لنا أن نستريح أسبوعا واحدا, فالأزمات متواصلة, والجيش في معارك مستمرة سواء مع عناصر الإرهاب في المحافظات الجنوبية أو مع هواة الحروب واستعداء الدولة والمواطنين في الشمال .. والرجال الكبار هم من يتناسون الأحقاد والضغائن حين يجدون الأخطار تحدق بالوطن, والمؤامرات تتكالب عليه كما تتكالب الأكلة على قصعتها.

قد يعجبك ايضا