وزير التدعيم !!!

عبد الرحمن بجاش


ذات لحظة قرر علي الابي ان يحدد موقفه من احمد عبد الله مقبل, ويضع حدا لتعبه, ويصحح خط علاقته بصاحب الشرق الاوسط و”منتزه التحرير” الذي كان قلب التحرير, والتحرير قلب صنعاء, وعلي عبد المغني الذي يبدأ من باب الكبير بتعز يضج باليمن شريانها النابض الذي معه تمتد صنعاء الجديدة يومها بين اخر نقطه “البنك العربي” في بيت المعصب بداية شارع الذهب الان الذي كان بدايته مطعم خميس, وباب اليمن او باب الحريه الذي مداه بين اخر نقطه عند بدء السور وباب السلام حيث مدكأ الغزالي و(متوره) الشهير ,حين كانت صنعاء تبدأ مقيلها على صوت و (نان) المتور عائدا بالماء المبخر لضابط المرور من عند لطيفه (مدل) مبرد من بيتها نهاية بحر رجرج ولطيفه او قطيفه كما كان يسميها ( الد ب) صاحب الفول الشهير !! . عند نهاية المدى فندق غيلان علامة المكان (عمرغزال) بقبعة ماوتسي تونغ وعصاه الشهيرة وكتب كلما جمعها ياتي (الامن الوطني) ليحرقها, ويمنحه علقه ساخنه من الضرب كان آخرها عشية إصدار القاضي الارياني لدستور الجمهورية العربيه اليمنيه, ليخرج غزال بوجهه المخطط بالضرب المبرح يسأله اول من صادفه : ما هذا ¿¿ قال : اول بند في دستور القاضي !!!!, وفي الوسط الابي علامته قال لمقبل : ايش رايك نتفق – على ايش ¿¿- ابيع لك صنعاء – ليش ¿¿ – يا عم احمد الشغل بالمشوار ما عدش يخارج !! – طيب, – ابيع لك صنعاء – بكم ¿¿ – بقيمة جواز وتذكره الى السعو ديه, وهذا ما حصل, حيث غادرها علي الابي ولم يعد اليها التزاما بالإ تفاق حتى اليوم !!, كان الشاهد وزير التدعيم, ذلك الرجل القادم من عمق حراز ومن شغل صنعاء ذات مرحله بدعمه لكل من مر بجانبه !!!, ( الوزير وغزال ) كانا علامة زمن علي عبد المغني الى باب السلام حيث كان ولا يزال اصحاب حراز علامة الشارع وبينهما مخبز عبده سنجم ذلك الضابط السابق عديل البردوني رحمهما الله, وانا كنت هناك بالقرب اعيش في احد دكاكين السوق المركزي, وزير التدعيم كان إذا مر على مجموعة او تجمهر ببدلته السوداء والكرافته التي لا تفارق صدره والكوفية البيضاء فيرفع يده اليمنى نحو الجمهور بطريقة باب الفاتيكان متمتما ( دعما… مدعومين ) !!, وإذا صادفه ( علي بلابله ) رحمه الله احد علامات زمن النادي الاهلي الجميل وراح يضايقه تراه يردد ( مدعوكين …مدعوكين ), في علي عبد المغني يقف القاضي الارياني يحيي العرض العسكري, ووزير التدعيم هناك بين الجمهور يرفع يده هذه المرة بطريقة هتلر ( دعما…. مدعومين ), وظل الوزير يحيي الزمان المكان حتى إذا تداول الناس والصحيفة الوحيدة انه تم القبض على جاسوس إسرائيلي في الحديده صادف ان اختفى الوزير, فذهبت ماكينة الخيال الشعبي تربط بينه وبين الجاسوس, تؤلف الحكايات والروايات, لكنه لم يثبت أن للرجل أي علاقة بحادثة القبض على (باروخ مردخاي), وهو ما عوض المخابرات المصرية نصر مقابل كتاب (وتحطمت الطائرات عند الفجر ) بدون إسم لمؤلف, ليظهر بعد حرب اكتوبر كتاب بهاء الدين ( وتحطمت الاسطورة عند الظهر), واعتبر القبض على ذلك الجاسوس وكان يصور بين باب المندب والحديده إنتصارا للمخابرات المصريه بالتعاون مع اليمن الشمالي يومها مقابل ما قيل انه جاسوس كان سبب هزيمة يونيو 67, وزيرنا الطيب الذي كنا بحاجة لمثله هذه الايام يرعانا, اختفى ولم نعد نسمع له خبرا, بالمقابل مات عمر غزال ذلك الرجل الطيب والمظلوم ولم يعد احد يتذكره, ولم يعد علي الابي يمر من صنعاء تنفيذا لما التزم به !!, وانا تركت دكان المركزي, ترى هل اوفت الذاكرة المنهكه بما طلبت يا صاحبي حسين العواضي ساكن الشقة اعلاه في الجانب الآخر من الشارع الذي نسكنه معا .

قد يعجبك ايضا