دعاة التغيير وأساطين التشبث بالفساد

العميد/ م/ محسن خصروف


لا شك أن الروح المعنوية القتالية العالية التي دخلت بها القوات المسلحة والأمن معركتهما ضد الإرهاب في محافظات أبين وشبوة والبيضاء وما تحققانه من نجاحات وانتصارات باهرة في مقاتلة تنظيم الإرهاب الدولي بهدف القضاء عليه بالتعاون والتضافر الرائعين مع المجتمعات المحلية ممثلة باللجان الشعبية لا شك أن ذلك قد وضع المواطن اليمني عند أول مستويات الفرح والأمل والأمان بعيدا عن الخوف بعد أن كان وضع هاتين المؤسستين قبل هذا الفرح العارم قد صار هما وطنيا يؤرق كل مواطن يمني لديه أدنى قدر من الإحساس بالوجع مما جرى ويجري على الساحة الوطنية من تدمير مادي ومعنوي متعمد لهما الأمر الذي أفرز ممارسات مهنية عكست قدرات كانت دون المستوى المأمول منهما بكثير ساعدت بقوة على تكثيف واتساع دوائر عمليات العبث بأمن المجتمع اليمني على مستويات متعددة اقتصادية واجتماعية وسياسية وكان أكثرها إيلاما ووجعا القتل الجماعي الذي تعرض له أبناؤنا من العسكريين والأمنيين من قبل القتلة الإرهابيين الذين يعد تنظيم القاعدة العالمي عنوانهم الرئيسي الأكبر والإقلاق الدائم لأمن المواطن والتعدي المستمر على لقمة عيشه والرعب المتجدد في كل لحظة من لحظاته اليومية من الخوف من “غد” بل مما يمكن أن يحدث خلال الساعات أو الساعة القادمة بل أيضا مما يمكن أن يحدث له خلال ذهابه إلى السوق أو العمل أو المستشفى اعترى المواطن قلق وخوف كبيران على منتسبي القوات المسلحة والأمن مما يتعرض له وعيهم من تشويه وتزييف فكري معنوي لمفهوم الولاء الوطني ولنسق القيم الاجتماعية ظهر تأثيرهما السلبي بشكل واضح في أدائهم العملي الميداني في مواجهة التحديات الأمنية على مستوى الوطن ناهيك عن مجابهة ما يتعرضون له من استهداف مستمر لحياتهم. المواطن اليمني يخاف عليهم لأنهم الأمل والملاذ والحصن الحصين الذي يراه يتعرض للتدمير المتعمد ماديا ومعنويا يخاف على كوادرنا الكفؤة المجربة المدربة العسكرية منها والمدنية يخاف من كل شيء حوله لا لشيء سوى ما اعتراه بقوة من إحساس بأنه لم يعد هناك من يهتم بأمنه وبيومه ناهيك عن غده سيما وهو قد لاحظ وما يزال يلاحظ بقوة التكالب حتى العنف على الفساد المالي والتقاتل على نهب الثروات الوطنية وتقاسم الوظائف والاستئثار بها والنهش المسعور المتبادل بين ذوي النفوذ والقوة في أعراض وسمعة وأخلاقيات بعضهم البعض والاهمال شبه التام لشؤون الدولة ومقتضيات بسط نفوذ وتكثيف نشاط مؤسساتها المختلفة المهام والأغراض التي يأتي في مقدمتها العمل الدائم على استتباب الأمن الشخصي والمجتمعي وتفرغ الكثير إن لم يكن كل المتنفذين للتعارك في سبيل جمع أو نهب ما أمكن نهبه من المال الحرام خلال هذه الفترة الانتقالية الصعبة الحرجة المفصلية التي هم على يقين بأنها لن تتكرر لذلك يفتعلون الكثير من المشكلات والصراعات والحروب غير الوطنية وغير الإنسانية كهذه التي تدور رحاها في عمران بعيدا عن احتياجات الوطن وهموم المواطن ويرتكبون العديد من الآثام والجرائم التي لا هدف لها سوى إعاقة العملية السياسية السلمية وإعاقة الدولة ورئيس الدولة والحكومة وكل قوى المجتمع المدني من المضي في طريق الانتقال إلى الحالة السوية في ظل الدولة المدنية”الأمل” وذلك بغرض البقاء ما أمكن في هذا الوضع المفجع الطافح بكل ألوان الخوف والانفلات بلا حدود.
لقد تمكن هادي من إحداث بعض الثغرات الهامة في جدار النظام الحديدي السابق من خلال التغييرات الاستراتيجية التي كان أبرزها قرارات العزل والتعيين التي طالت أهم التشكيلات العسكرية وكان أولها وأهمها القوات الجوية كما طالت بشكل أولي بنية ومحتوى الكتلتين القتاليتين الكبيرتين: الحرس الجمهوري والفرقة الأولى مدرع وكذلك المناطق العسكرية وقياداتها وجرى بتتابع وحسم تنفيذ خطة إعادة انتشار وتموضع لمفردات تينك الكتلتين القتاليتين الكبيرتين وأثمر ذلك انتصارات عام 2012م حين تمكنت القوات المسلحة والأمن في المنطقة العسكرية الجنوبية بعد التغييرات التي شهدتها من استعادة محافظتي أبين وشبوة بكفاءة واقتدار وفي زمن قياسي.
ولأن التغيير لم يستمر وملاحقة الإرهابيين إلى أوكارهم الجديدة لم تحدث ومؤسسات الدولة الخدمية والتنموية لم تحل محل قوى الإرهاب في المناطق المحررة فقد عاد أصحاب المصالح يقاتلون من أجل دوام مصالحهم وكثفوا نشاطهم في استمرار تنازع الولاء لمؤسستي الدفاع والأمن ومارسوا في سبيل ذلك أشد أنواع العداء للوطن بشاعة وأوحوا إلى زبائنهم بأن يشعلوا الأحداث والفتن والحرائق والتفجيرات والتقطعات وإثارة الخوف والرعب وتدمير منشآتنا الاقتصادية الحيوية وأوحوا إلى مؤيديهم وزبانيتهم القاعدين على بعض كراسي السلطات المحلية في المحافظات بأن يتقاعسوا عن أداء واجباتهم الوظيفية وتغييب دور الدولة ليس ذلك وحسب بل

قد يعجبك ايضا