المثقف اليمني ودوره التنويري في المرحلة القادمة « 2 »
لقاءات/ محمد القعود

للمثقف دوره الهام والفاعل في مسيرة مجتمعه وتطوره وازدهاره وتحقيق طموحاته وتطلعاته في غد مشرق وأفضل.
إن المثقف دائما في طليعة المجتمع يحمل مشاعل التنوير والتغيير وعندما يغيب ويهمش تلحق بالمجتمع الكثير من الكوارث والانزلاق نحو مسالك معتمه.
وبعد أن ظل المثقف اليمني لفترات طويلة في حالة غياب وتهميش وتجيين.. ترى ما هي الأدوار والمهام التنويرية للمثقف اليمني في المرحلة الراهنة والقادمة وخاصة في ظل الأقاليم والدولة الاتحادية..¿ وما هي الأولويات التي يجب القيام بها تجاه مجتمعه ووطنه..¿
ذلك ما طرحناه على مجموعة من المثقفين والأدباء الذين جاءت إجاباتهم في السطور التالية:
إدانة للواقع الثقافي
• الاديب الدكتور صادق القاضي : يتهيأ لي أحيانا أن الغياب الإيجابي أفضل من الحضور السلبي للمثقف اليمني الذي أصبح جزءا من المشكلة بدلا من أن يكون جزءا من الحل. هذه ليست دعوة للاعتزال بقدر ما هي إدانة للواقع الثقافي المأزوم بالتبعية للواقع السياسي في تشرذمه وتشظيه وقضاياه على حساب موقعه الاستشرافي ومهمته الريادية وقضاياه المتمحورة حول القضايا المصيرية للوطن والشعب والحرية والانتقال بالوعي والأداء العام إلى مستويات أكثر حكمة واستبصارا.. ربما لم يشهد اليمن خلال قرن كامل مرحلة محفوفة بالمخاطر ومفخخة بالأزمات ومفتوحة على كل الاحتمالات السيئة كهذه المرحلة الراهنة هناك من بين ألف سيناريو مرعب للمرحلة القادمة سيناريو إيجابي واحد هو ما أفضى إليه الحوار من مخرجات توافقية.. وعلى المثقفين الخروج من غيابهم أو حضورهم السلبي للعمل على أوليات رسالتهم المقدسة أولها تعميق الوعي بمخرجات الحوار وأهمية بناء الدولة والاحتكام للقانون والمشاركة الإيجابية للمجتمع وتجفيف الحواضن الأيديولوجية للتطرف والإرهاب ونشر ثقافة التسامح والتعايش وتعدد الرؤى والتنوع الحيوي للأفكار. السياسة التي تسرق المثقفين والمبدعين من مواقع الإنتاج والإبداع الحقيقي تزج بهم بلا طائل في خنادق الحروب الباردة والساخنة للجماعات والتيارات السياسية المتناحرة! وعلى المثقفين أولا الخروج من تلك الخنادق الصغيرة والقضايا الأيديولوجية والدعوة للخروج منها للوقوف على أرضية صلبة من القواسم المشتركة والعمل على القضايا الأكثر أهمية وعمومية وعمقا.. واتصالا جوهريا بمصير الشعب ومستقبل الوطن..
ترسيخ الانتماء
• الشاعر أمين أبو حيدر: على المثقف في هذه المرحلة الخطرة أن يعرف أولا ما يريد وأن يخرج من بياته وعدميته ويقف على قدميه بثبات لإثبات انتمائه الوطني والعمل على ترسيخ هذا الانتماء والولاء الوطني في وجدان كل مواطن فرسالته لا شك هامة ودوره مهم جدا في ظل ما يشير إلى تقزم وتشطر وتجزؤ الوطن إن لم يكن هناك مثقف حقيقي قادر على تحويل تلك الجزئيات المتناثرة إلى وحدة عضوية متماسكة اسمها وطن.
تقييم دور المثقف
• الأديب ثابت الأحمدي:تبرز اليوم تحديات عدة أمام المثقف اليمني الذي بدأ أو كاد يفقد دوره ووجوده لعوامل عدة وهي حالة تراجع ليست على مستوى اليمن فحسب بل وعلى مستوى المنطقة العربية إذ لم يعد الخطاب الثقافي فاعلا وحاضرا كما كان عليه الحال قبل عقود قليلة خاصة أثناء اندلاع ثورات منتصف القرن الماضي إذا كان المقال أو القضية تشكل ثورة في حد ذاتها..
اليوم في اليمن طغى المشهد السياسي بكل تفاصيله على المشهد الثقافي بل لقد غدا ما تبقى من المشهد الثقافي سياسيا للأسف ولم يعد المثقف اليمني فاعلا أو مؤثرا بقدر التحدي الذي تفرضه المرحلة.
وثمة أولويات عدة تفرضها المرحلة متمثلة في إعادة تقييم وتقويم أدائه ثم رسم ملامح المستقبل تماشيا وتناسقا مع المتغيرات المستقبلية وهي مهمة لا مناص منها خاصة في ظل ضبابية المشهد العام الذي تعتريه أهواء الساسة وأمزجتهم التي أفسدت على الناس حياتهم وأفقدتهم الأمل بالمستقبل.