الليل الذي مضى

محمد المساح


سوف يتذكر الليل الذي مضى وأين ومتى مر عليه¿
صيغة السؤال بهذه الطريقة أين ومتى قد تثير له بعض الإحجاجات التي تتحججها النفس وهي في حالة اليتم الغريب في الزمن المتوحش لكنه وكعادته وقد خرج من الزمن وهو لا يحمل سوى الخيبات والأصفار سيتجاهل بالتأكيد تلك الإحجاجات الصبيانية وستذهب ذاكرته التي أكلها العمر في الدروب الضيقة..وتفالتت منها كل ما تتذكره في الزقاقات المعتمة لمدن حديثه سيحاول أن يلكد الذاكرة لتتذكر وسينبثق السؤال..! وهل من داع للتذكر¿ وما معنى التذكر¿ هل هو الحنين.. ومجرد مسك السراب¿
أو هو نوع من تداعي النفس التي تتداعى مع بعضها ولم تعد تتذكر ذلك الليل الذي مضى. وعبر تعبير “إدوارد سعيد”.. هو عصر القلق والحشود والعزلاء.. وكل من أحس ويحس بأطياف الجمال العابر كلمحة البصر أو بالنفوس النبيلة التي غابت.
أهو إحساس بالاغتراب والنفي بين الجموع.. أهو الإحساس بالبعبد القريب وبالقريب البعيد¿ ذلك الليل الذي مضى أيعود كليل الزمن العادي بالدقائق والثواني ولا تقرع فيها الأجراس¿ لكنه موقن.. ذلك الليل الذي مضى.. مضى لهفة الزمن.. ولا يعود حتى ولا مجرد تداعي ذكريات.

قد يعجبك ايضا