ضارب ماهر ¿¿
عبد الرحمن بجاش

ولأننا بصدد الحديث عن السير الذاتية لأولئك الذين ذهبت حياتهم قربانا لهذا الوطن , قلنا إن أقل الواجب أن تكون لهم سيرهم الذاتية من أجل أن تستطيع الأجيال التفرقة بين من عملوا على تشكيل التاريخ بما يناسب أجسادهم الصغيرة , بل وأصروا على أن ينكروا أدوار الآخرين , وعملوا ولا يزالون على تشكيل الوعي العام باتجاه ترسيخ قناعة أنهم من صنعوا اللحظة بينما الحقيقة تقول أنهم هربوا ,ثم عادوا ليسرقوا لحظات الفاعلين الحقيقيين , لكن العرب قالت (في الأخير لا يصح سوى الصحيح) , من كان يتخيل أننا أصبحنا قادرين أن نكتب عن الأبطال الحقيقيين مقابل زمن لم نكن تحت وطأة الرقيب أن نشير إلى كل رقيب ولو مجرد إشارة , عليهم أن يدركوا أن الأدوار الحقيقية ستنهض من تحت الرماد , دار كل ذلك في ذهني وغيره الكثير في لحظة طويلة كان ذلك الضابط ممن تبقوا من ضباط السبعين الشباب , حيث أغلبهم وتحت (وطأة الحزبية المحرمة) أرسلوا إلى قبور لا تدري أين هي !! , علق بسمعي الكثير من حديثه عن الأبطال الحقيقيين للسبعين الذين لم يضعوا الخطط فقط للحفاظ على الجمهورية – خذ هائل محمد سعيد صاحب شعار ( الجمهورية أو الموت ) نموذجا… – بل وقادو الفعل في ميادين القتال , خذ المقرمي العائد من بني حشيش جريحا لكنه حين سمع أن حوالي 300 مقاتل حوصروا في متنه فهب مع 20 مقاتلا من الأفذاذ ليفكوا الحصار !! , ليستطيع وحده أن يعتلي احد التباب المطلة على القوات الملكية ويتيح لزملائه أن يسيطروا على بقية التباب وينقذوا رفاقهم !!, بالمقابل كان هناك نقم منه استطاع احمد عبد الوهاب ناشر – احفظوا الاسم جيدا قد جعل الملكيين يكرهون أنفسهم حيث استطاع بمدفعه أن يذيقهم الويلات بدقة تصويبه حتى أطلق عليه ( ضارب ماهر ) أو هو ما يطلق على هكذا حاله في التقاليد العسكرية , قال الفندم عبدالله ولن أصرح ببقية أسمه لأنني لم أستأذنه : أقنعنا الفريق العمري أن يكرم (الضارب ماهر) حيث صعد إليه إلى مكانه وكرمه , فيما بعد وفي ظل أحداث أغسطس التي فيها تم تصفية معظم أبطال السبعين , وجد أحمد عبد الوهاب ناشر دكانته التي كان يسكنها وقد عبث بها ففهم الرسالة , فترك صنعاء إلى قريته , ونسي كما نسي أفذاذ آخرون من الوطن كله , قدموا كل ما استطاعوا في سبيل المستقبل الذي سرقه المدعون , أعلم أنني ربما لم أنقل كل شيء أو لم استوعبه , حسبي أنني مسحت الغبار عن أحد المغيبة أسماؤهم قسريا , وهي دعوة إلى من لا تزال ذاكرتهم متقدة أن اخرجوا ما في رؤوسكم إلى العلن ,إذ حرام أن تظلوا ويظل من أستشهد من رفاقكم مغيبين في وقت يظهر المدعون أنهم أبطال بينما الحقيقة تقول بغير ذلك , وستكشف الأيام الآتية أنهم مجرد غبار تذروه الرياح ……تذكروا (ضارب ماهر) احمد عبد الوهاب ناشر …