مرة ثانية …الله يقصف أعماركم !!

عبد الرحمن بجاش


عبد الرحمن بجاش –
ولما كانت الساعة عند الخامسة مساء, كان صاحبي لا يزال يتحدث عن مناقب الشهيد عبدالسلام مقبل, وكان علي أنا أن أعيد المشهد أمامي : هاهو زميلي وصديقي علي السنباني بلحيته الكثة السوداء كما لو كان بالأمس يسألني : ما الذي أديت لنا من مصر, قلت : خذ إقرأ واعده – ضاحكا – يا علي, كتيب صغير (أساطير هندية), أيام بعدها لم يعد علي وظلت الأساطير, واستعرض أمامي : هذا محمد ابراهيم عرفته في ديوان التربية والتعليم – كنت يومها أؤدي خدمة ما بعد الثانوية العامة
وصالح الذاري وعبد الله البعداني وعلي ومحمد الفقيه, كان محمد إبراهيم دمثا, أما قاسم منصر فقد عرفته في باب اليمن يوم ان كان ضباط كالورود يترددون على مخبازة أحمد علي الشيباني, عيسى قلت لكم أين التقيته أول وآخر مرة, محسن فلاح عرفته من خلال الدوري العسكري في ملعب الظرافي, بقية كوكبة الناصريين الشهداء اقترب وابتعد عنهم درجات على صعيد المعرفة الشخصية, وهذا ليس المهم بحد ذاته, الأهم أن تلك الكوكبة ومن أحزاب أخرى ذهبوا يذكرون فقط في المقايل, برغم كل الصحف وكل منافذ الإعلام التي أصبحت أكثر من منافذ القات !! تنتمي كلها إلى نقابة لا وجود لها !! – أيضا لا يهم -, ما يهمني أن يخرج أولئك الرجال الأفذاذ من رؤوس كبار الناصريين إلى رؤوس الأجيال الشابة وأولهم جيل الناصريين من لا يعرف من هو عيسى محمد سيف ولا من هو درهم نعمان القدسي !!, وخذ في الطريق بقية أحزاب القوى الوطنية أيام العمل السري, أين عبد القادر سعيد ¿¿, إذ لولا منصور السروري وصحيفة الجمهورية وهذا العمود بتواضع لا أحد يتذكره ولا أحد يعرفه !! فقد أغلق عليه داخل الرؤوس !!, أين مراكز المعلومات والدراسات والبحوث في الأحزاب لتخرج على الأقل بسير ذاتية لكبار العمل الوطني في تلك الأحزاب ¿¿, قل بل أين محاضر المؤتمرات وكل المرحلة التي كان النشاط تحت الأرض ¿ يبدو أننا لا نزال تحت الأرض, فبفهمي المحدود فقد صعقت ذلك الصباح والنبيل الآخر سيف أحمد حيدر وقد ذهب بالزرقة رحمهما الله إلى مكان في الصافية وأنا معهما فقط كنت مع الزرقة ولا ادعي أنني كنت جزءا مما حصل, وعند مبنى لن استطيع الآن معرفة أين هو بالضبط, أشار سيف (تحته ترقد وثائق المقاومة الشعبية), الآن يبتعد أولئك الكبار يوما عن يوم من أذهان الناس وبالذات الشباب, ويبقى منهم صور هنا وهناك, ألا تستطيع الوحدوي والثوري على سبيل المثال أن تؤسسا عمودا لمفكرة أسبوعية كل أسبوع تأتي بسيرة واحد من تلك الكوكبة التي استشهدت, والشهداء الأحياء وما أكثرهم !! والمخفيين قسريا, الأمر أيضا سيواجه صعوبة, تتمثل في أن أحزابنا لا تمتلك أرشيفا, وليس لها مراكز أشرت إليها, وكم سنظل ننتع من الرؤوس !!, أقول مرة أخرى ويتحملني أصحابي الناصريين بالذات فأنا قريب منهم, وأنا ناصري بمعنى من المعاني, أقول: الله يقصف أعماركم حتى تخرجوا الفعل من الأوراق إلى رؤوس من يريد أن يعرف من هو الرازقي ومن هو درهم نعمان القدسي وإسماعيل عبد الله نعمان مثلا !!, وللآخرين أقول على طريقة جدتي : الله يشلكم إذا لم تعرفوا الناس من هو عبدالحافظ قائد, وعبدالله الكميم …., الأول ذهب ولم يعد يتذكره احد والآخر احد الشهداء الأحياء ……

قد يعجبك ايضا