هل تحجرت عقولنا ¿¿!!
عبدالرحمن بجاش

على جدار الديوان في قريتي لا تزال الـ(النوارة) تعتلي أحد الأرفف تشير إلى زمن ما, وفي غرفة مهملات في الدار ترى ( الفانوس ) شاهد آخر على مرحلة زمنية أخرى, وعند احدى الجدات لا يزال السراج يذكرنا بأيام (الذبالة) والجاز , والدخان الذي يوجع الصدر, لكنها حلول تلك الأزمان انتصارا على الظلام والاظلام , وانظر فتلك الحلول التي وصلت إلى الاتريك ابو قاعدة لماعة ابو القلص الاعرض فقد تذكرت الخدعة الكبيرة التي جعلت معظمنا يسافر إلى قريته ليعود به يوم أن قيل أن فيه مادة اليورانيوم, كانت الخدعة يومها استمرارا للخدعة الأكبر (عقلان الراشدي)!! ويا أمة ضحكت ………., الإنسان من يوم البرق الذي أحرق الغابة واكتشافه النار وتذوقه للحيوانات التي نضجت بفضلها طور إمكاناته وقدراته للضياء حتى وصل إلى الكهرباء التي أحدثت ثورة في التصنيع وتطوير كل مرافق الحياة, ونحن من لحظة أن أسس المحضار أول شركة للكهرباء لا نزال نحبو بين الإطفاءات التي جعلتنا نكره حياتنا !! – هانا اكتب الآن على الضوء القادم من نافذة المكتبة وبعد أن علمت أن جاري استلم فاتورة بـ 12 ألفا وانذار بفصل التيار والتيار غائب !!! -, في كل حوش وأمام كل دكان مواطير تزعج الكون بصوتها ورائحتها وتدني قدرة معظم الناس عن شرائها في لحظة تحجرت فيها عقولنا فلم تعد القاعدة (الحاجة أم الاختراع) في أذهاننا, ما يدفعني للحديث عن الاختراع الذي هو وليد الحاجة, فأمام ناظري على سطح جاري الابعد تمددت الواح زجاجية تحول الشمس إلى كهرباء للثلاجة والتلفزيون والغسالة والإنارة وبدون أي آثار جانبية, أدرك أن الألواح أيضا غالية الثمن والتركيب على معظمنا , لكنها بديل جيد , أنظروا كيف العالم يستفيد من الطاقة البديلة¿¿, على أن السؤال الأهم: اين عقولنا الشابة تبتكر وتخترع بديلا لهذا العبث الممارس كل لحظة حيث تتعطل حياتنا بسبب الاطفاء, في نفس اللحظة التي نصرخ (أين أنتم يا مستثمرين أجانب¿¿) !! بالله عليكم كيف سيأتون ليس في ظل الأمن المعدوم فقط , بل ضف إليه غياب الكهرباء !!, وأنظر …ففي غزة في ظل الحصار وامتناع الشركات الاسرائيلية عن تزويد القطاع بالكهرباء فلم يقف الانسان يتفرج بل اجترح الحلول متكئا على القاعدة الذهبية (الحاجة أم الاختراع), فقد ابتكر الشاب الفلسطيني فاروق شرف جهاز (الانفرتر) ويتكون من جهاز ( ups ), وبطارية سيارة وهو كفيل بإنارة البيت والتلفزيون والحاسوب , بديل آمن للماطور, يوفر الوقت, ولا يحدث ضجيجا , ولا رائحة مزعجة ……….. أعود إلى السؤال: هل تحجرت عقولنا ¿¿¿¿¿¿