القضاء على الإرهاب انتصار للحاضر والمستقبل

احمد الزبيري

مقال


التعصب لدين أو مذهب أو فكر أو إيديولوجية أو قومية لا يثمر إلا الشر مع أن الأديان والفلسفات والإيديولوجيات غايتها الخير والعدل والسلام سواء لمن يؤمنون بها أو للبشرية جمعاء وديننا الإسلامي الحنيف في دعوته وما حملته من مبادئ وقيم هو التجسيد الأرقى والتعبير الرباني المكثف لما يجب أن يكون عليه سلوك الإنسان وتعامله مع نفسه وإخوانه ومع الآخرين الذين يلتقي معهم في الإنسانية فهو دين الرحمة والتعايش والتسامح والمحبة.. ولأنه كذلك سطع نوره ليعم كل أرجاء العالم القديم وآمنت به شعوب بعد أن حررها من الجور والظلم والطغيان والاستبداد والفساد ليصبح أمة شيدت واحدة من أعظم الحضارات علما ومعرفة منيرة العقول والأرواح ذلك لأنه دين وسطية واعتدال ينبذ العنف ويرفض التطرف مستوعبا ليس فقط من يؤمنون به بل والذين يؤمنون بديانات أخرى.
عندما انحرف وحاد بعض المسلمين طالبين عرض الدنيا ومبتغين تحقيق مصالح ذاتية لفئة أو جماعة أو فرد ليعم الظلم والظلام والتخلف والجهل ويتحولوا إلى فريسة سهلة لكل من يريد أن يحيق بهم الشر ..والتاريخ يسوق لنا الكثير من الشواهد والمظهر الأكثر سواء ما هو قائم اليوم من تعصب وتطرف وإرهاب أشعل حروبا ودمر أوطانا وكل هذا يقومون به باسم الإسلام والإسلام منهم براء.. في حين لم نر منهم سوى سفك الدماء البريئة وإشاعة الخراب مقدمين الذرائع للنيل من الأمة ومن ثرواتها وحاضرها ومستقبلها والأسوأ أنهم قدموا صورة مشوهة للإسلام والمسلمين محققين ما لم يستطع تحقيقه ألد أعدائه.
المشهد فيما فعله الإرهاب باسم الجهاد واضح وجلي ولا يحتاج إلى تفسير في معظم البلدان العربية والإسلامية ونحن اليوم ندرك أن هناك قوى وأنظمة وأطرافا سياسية أنتجت ظاهرة الإرهاب وعملت على توظيفها لتحقيق أهدافها ومصالحها..وتحملنا نحن شعوبا ومجتمعات أثمانا باهظة من دمائنا وثرواتنا وأمننا واستقرارنا ونمائنا وتطورنا.. ليحولنا الإرهابيون إلى مجرد بيادق في لعبة الأمم..
ما قلناه مسبقا يضعنا في صورة ما عاناه ويعانيه اليمن من آفة الإرهاب والمعركة التي يخوضها منتسبو القوات المسلحة والأمن وإخوانهم من اللجان الشعبية اليوم ضد العناصر الظلامية الإرهابية الدموية الإجرامية على امتداد مساحة الوطن وفي محافظتي أبين وشبوة بصفة خاصة هي معركتنا جميعا وخوضها واجب ديني ووطني وإنساني وكل من موقعه مواطنين وقوى سياسية وحزبية وإعلاميين ومثقفين ولا خيار أمامنا إلا أن ننتصر لديننا ووطننا وحاضرنا ومستقبل أجيالنا الذي لا يمكن أن يبقى مرتهنا لأولئك الأوباش الذين تجمعوا من شتى أصقاع الأرض ليعيثوا في ارض الحكمة والإيمان فسادا.. يسفكون الدماء البريئة يدمرون ويخربون كل ما تطاله أيديهم الخبيثة ليستمروا في إلحاق أضرارهم الفادحة بالاقتصاد والتنمية مشوهين صورة اليمن في أعين العالم مع أن أبناءه المغرر بهم الذين ما زالوا واقعين في براثيين العناصر الإرهابية شرذمة قليلة في حين أن الغالبية العظمى هم شذاذ أفاق قدموا إلينا من مختلف دول العالم ليؤشر ذلك أن أبناء اليمن وبالذات أجياله الشباب لم يعودوا فريسة لفكر الإرهاب الظلامي الضال بعدما عانوا منه الويلات وتكشفت لهم حقيقة مرامي عصبة الشيطان وهذا هو المؤشر الأهم الذي نستشرف منه مستقبل اليمن الجديد الذي لا مكان فيه لكافة أشكال التطرف والتعصب وثقافة العنف والكراهية والإقصاء والتهميش التي جسدت وتجسد العناصر الإرهابية أبشع صورها..

قد يعجبك ايضا