الإصلاح والتقويم على أسس السلف

فايز البخاري


* مما لاشك فيه أن الإسلام نظام أيديولوجي شمولي الطابع :دين ودولة وثقافة وطريق في الحياة والثقافة في أوسع معناها هي منظار يعين المرء على النظر إلى الحياة وتمحيص مشاكلها واستنباط الحلول لها أما العقيدة الدينية في الإسلام فمازالت عند الأغلبية لا تحتاج إلا بعضا من الإصلاح والتقويم على نفس الأسس التي وضعها السلف وسعى في الإسلام فمازالت عند الأغلبية لا تحتاج إلا بعضا من الإصلاح والتقويم على نفس الأسس التي وضعها السلف وسعى إليها المجددون لتصبح قوة فعالة.
إذا فالمشكلة أو بمعنى آخر المشكل الذي يواجه الإسلام هو ثقافي أكثر منه ديني وذلك لأن المعتقدات تتأثر بالفكر السائد والفكر الغالب . ومن هنا كان أثر الثقافة الوافدة على المثقفين وأثر هؤلاء على المجتمع إذ ليس هناك مناص إذا كان الهدف بعثا ثقافيا يتصف بالأصالة ويعبر عن شخصية المجتمع من الرجوع إلى الأصول وهي المفترضات الأولية التي انبنى عليها الإسلام عقيدة وثقافة ومن هذه الأصول لابد أن نبدأ.
إن الإصلاح هو ضرورة دائمة للحياة بمعنى أنه منهج أو يجب أن يكون منهجا لمواجهة مشاكل الحياة والمجتمع . ولقد سعى المصلحون جهدهم لتقديم الإصلاحات التي كانت ضرورية في نظرهم لتقويم الدين . ومن الملاحظ أن إصلاحاتهم تكرست في تقويم الحياة الاجتماعية وقوامها الأول الفرد وذلك لأن قوام الدين هو قوام المجتمع والعكس صحيح أيضا.
لقد كان السعي هو وضع المجتمع على أسس إسلامية صرفة وصالحة ودين الفرد على دين أخيه كل يتأثر بالأخر إذا ما سلمنا أن البعث الديني يجب أن يبنى على بعث ثقافي يقوم على العقل و العقلانية التي ركز عليها الإسلام كان علينا أن نضع الأسس السليمة لذلك ونبدأ من الأسس المفترضات الأولى الإسلامية وابتداء من هذه الأصول كان علينا أن نسخر العلم الحديث ومنهجه إلى ترجمة تعاليم الإسلام إذ أن الهدف هنا هو مواكبة العصروأيضا الوصول إلى عقول نأت عن الإسلام ومفاهيمه وفكره وصيغت في قالب غريب عنه . الهدف هو تقديم مفاهيم الإسلام باللغة التي تفهمها تلك العقول وتواكب التطورات الفكرية السائدة.
ولقد سبق إلى ذلك الأئمة من متكلمي أهل السنة كالأشعري والغزالي ومن سار على دربهم بدرجة قصوى من النجاح في الانتصار للعقيدة وتفسيرها وشرحها في مواجهة فكر فلسفي طغى على عقول رجال الفكر والمثقفين واستأثر بها.
كان علينا أن نبدأ بتمحيص الفكر السائد وأن نمتحنه لنميز الخبيث من الطيب وما يتوافق ومفترضاتنا وما يستنبط منها وما غير ذلك وهكذا حتى نصل إلى فكر لا يتعارض وعقيدتنا.
وإن في الإسلام لفكر ومفاهيم إنسانية ثرية ملهمة للخلق والإبداع تصلح لتطوير ثقافة بكل جوانبها الفكرية والاجتماعية ربما تكون هي العلاج الشافي لما تعاني منه مجتمعاتنا الحديثة من التخبط والحيرة وانفصام الشخصية .
لذلك كان ومازال علينا تأكيد المفاهيم الإسلامية الإنسانية والحضارية والضغط عليها باعتبار أنها الأسس الصالحة بل الأسس الأساسية التي تنبني عليها الحضارة التي ننشدها هذا على أن لا نرفض أو نذير وجوهنا للمفاهيم الإنسانية والحضارية الغربية خاصة وأن هنالك الكثير من أوجه الشبه إن لم نقل التوافق والتطابق في المفاهيم الأساسية بين الحضارتين شبه تطابق قد تكون أسبابه الأرضية الإنسانية المشتركة تقوم عليها الحضارتان . وقد تكون الحقيقة الدينية التي تنبعث منها الاثنتان . ولقد ترك مؤثراته الباقية التي لاشك أنها ترسبت في الضمير الإنساني على الرغم مما أصاب ذلك الدين من إهمال واندراس.

قد يعجبك ايضا