الرقص على سيمفونية الألم *
عبدالله علوان
عبدالله علوان –
[ الرقص على سيمفونية الألم ]هي المجموعة القصصية الأولى للقاصة البديعة الأستاذة التربوية انتصار السري.
والمجموعة صادرة عن مركز عبادي للطباعة بصنعاء عام 2009م .
وهذه المجموعة تحتوي على خمسة وعشرين نصا قصصيا حسب القاصة لمجموعتها [قصص] هكذا تقول [قصص] في الغلاف الاولي منها ..¿ لكن هل كل تلك النصوص القصصية تخضع لمعيار فن القصة كما يقول علماء الأدب العربي من سيد قطب وحتى مروة إلى يوسف الشاروتي وعفيف دمشقية وأخرون كان لهم الفضل في تحديد فنون الادب العربي – , ام ان هذا المعيار يهتز وينحرف تحت ضربات الحداثة الأدبية أهتزاز المناهج الأدبية , أكاديمية كانت أو عامية.
فمثلا للشعر عناصر بنيوية محددة كالوزن والقافية واللغة والمعنى وبدون حدود زمانية ومكانية او حدود محدودة بالشخصية والعقل الدرامي ….الخ
أما فن القصة فله عناصر بناء أخرى مثل المكان والزمان والشخصية الدرامية والعقل الدرامي …الخ
فن القصة يختلف عن فن الشعر فللشعر الوزن والقافية , وللقصة حدود العقل والفاعل والزمان والمكان .
و إذا كان فن الشعر فنا قوميا يمتض اللغة , فإن فن القصة تجمع بين القومي والأممي , فالقصة تستخدم اللغة القومية , فقط , لكن عناصرها البنيوية الخرى كالمكان والزمان والشخوص والأفعال , فإنها أممية بامتياز ….الخ.
على هذا يمكن تحديد النصوص القصصية في مجموعة الرقص على سيمفونية وما إذا كانت تختلف من فن الشعر او من فن القصة ولا يعني بالشاعرية كما يتخذ لك الاكاديميون بالخلط بين ما هو شعري وما هو شاعري , فالشاعرية صفة تلازم كل انواع الفنون من موسيقى ورسم إلى شعر وقصة , بل أن الشاعرية قد ترتبط بالامكنة واليئات وبالديكور والديزانية وبالاشخاص أنقسم …
أما الشعر فهو فن , او نوع من انواع التعبير وله قواعده المحددة بالوزن والقافية واللغة والمعنى وخارج حدود الامان والمكان…
الشعر غير الشاعرية , لمصطلحين فنيين , فالشعر رسم أما , الشاعرية فهي حالة تجدها في الطبعة والمجتمع والفكر .
في الارض وفي السماء في الألوان والأشكال …الخ
أن [الرقص على سيمفونية الألم] مجموعة قصصية تمتاز بالشاعرية.. شاعرية الكلمة .. وشاعرية العبارات , كما نلاحظ ذلك في عنوانين المجموعة , او في عناين قصصية أخرى مثل [قيثارة الصمت] و [دنيا العذاب] و [دنيا الذئاب] أو [ دموع الوفاء] و [نور الحياة] ولحظة من عمري …. الخ
المجموعة مكتوبة بلغة شاعرية , كما يقول الدكتور المقالح عن لغة محمد عبدالولي , القصصية , لكن شاعرية اللغة , او شاعرية العبارة لا تعني ان قصص انتصار السري هي قصائد او هي نصوص من نوع الشعر .
واذن مرة أخرى , [ فالرقص على سيمفونية الألم] مجموعة قصصية منتميه إلى [مدارس الحداثة الادبية] بمختلف أشكالها والوانها … هي واقعية من حيث الموقف , وهي رومانسية من حيث الروية واللغة , وهي كلاسيكية احيانا اخرى , وهي تجمع بين الرمزية والتعبيرية والتقسيم والترميز من حيث البناء الادبي …. لكن مع كل ذلك هي قصة ابداعية ولكن من طراز حديث ….¿
القضية عند انتصار السري تمتاز باسلوب فني , او أسلوب ادبي واحد , رغم تعدد المدارس الأدبية , في قصة [ كان حلما] و [ قلب م] وهي قصة رومانسية في قصة [ دموع الوفاء ] وهي قصة رمزية في قصة [يسرى ] وما شاكلها , وهي قصة واقعية في كل الحالات , فليس هناك ادبا خارج الواقع , مهما شكلت القاصة في بعض القصص مثل قصة [ نور الحياة ] .
هي في حداثتها واقعية , وهي في واقعيتها رومانسية ورمزية , ولهذا وذاك تستخدم أساليب فنية فريدة من نوعها وعند الاسلوب يكمن الإبداع أعنى إبداع انتصار السري …
من عناصره الاسلوبية , الإيحاء والإيماء , والإيجاز , والإشارة والترميز , والفلاش باك , لبيان مالا يمكن بيانه في السرد , كما في قصة خلف القضبان او استخدام المذكرة كما في قصة [الرقص على سيمفونية الألم].
واستخدام المقابلة والتناظر , كما في قصيدة [ الرقص على سيمفونية الألم ] او استخدام التصوير لمشاهد متجاورة هي كلها قصة مشهوره كما في قصص [ قيتارة الصحف ] وقصة [ بائع الفل] و [ يموتون شرفاء ] .
لكن غالبا ما يبينه هذا الاسلوب كما في قصص [خالد حميدة] و [ لحظة من عمري] فنحن لا نكاد نعرف من حميده من سميرة , ولا الجامعة من المعهد في نفس القصة , ولا نكاد نعرف مالذي جرى للراوية عن فتحها الباب في بيت صديقتها التي كادت تلف انفاسها ولا تدري ما إذا كانت لقطة انفاسها ام لا …¿
كذلك نجد الإبهام عند وصفها البيت الشعر إلا من اشارات مبهمة إلى جحوظ الجاحظ او احدب نور دم فهي إشاراتان تلفان البنت بالغموض ورغم هذا وذاك ينفي قصته [ الرقص على سيمفونية الألم ] من اروع القصص الواقعية في مشهدنا الثقافي , فالقصة تقوم على المقابلات والتناظر المقابلات بين الحر