رؤساء ومشايخ وراء نهضة المسرح في السبعينيات

لقاء/ محمد صالح الجرادي

لقاء/ محمد صالح الجرادي –

توطئة:
* في لقائي بالمثل والكاتب المسرحي الكبير عبدالله العمري صباح الخميس الفائت كان مفترضا أن تكون أعمال الاحتفاء اليمني بيوم المسرح العالمي قد بدأت في تلك الأثناء أو اللحظات وأن مسرحية الافتتاح للعروض المرشحة للعرض الاحتفائي كأدنى مظهر للمناسبة- قد صارت أحداثها وشخوصها تتحرك على الخشبة!!
لقد أصغيت إلى حجم هائل من صدق أسفه إذا أجابني “إلى اليوم إلى هذه اللحظة لم يتم البت في موضوع الديكور ولا الموسيقى ولا أي شيء آخر يتعلق بأعمال العروض المسرحية المقررة وذلك بسبب تأخر الميزانية المرصودة في مكاتب وزارة المالية”.
وزاد “كما تناهى إلى سمعي فإن مندوب الوزارة إلى هذه اللحظة يتابع المخصص في المالية” كما تحدث عن عدد من القضايا المتعلقة بالمسرح وهذا نص اللقاء:

* ألا يبدو موضوعيا الحديث عن تواطؤ الجهات الثقافية الرسمية عن الدفاع عن مسؤلياتها ومهامها أن لم نقل بواجب القيام بهذه المهام كما يجب¿
– لا نستطيع أن نحمل الوزارة كل المسؤولية وفي تقديري أن واقع الثقافة عموما في البلاد يصطدم منذ فترات طويلة بقوى متعددة لا تريد للثقافة أن تتقدم أولا تريد لأي شكل ثقافي حقيقي أن يتحرك أو يظهر وأيضا هناك مراكز في عملية صنع القرار السياسي تجهل أو أنها تتجاهل أهمية الثقافة وأهمية الفنون بأشكالها المختلفة ومن أبرزها المسرح.
* تحدثت في مناسبات سابقة عن نهضة مسرحية حدثت في عقدي السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي وكنت أنت أبرز وجوهها كيف يمكننا فهم وجود هذه النهضة في عمل المسرح مع معرفتنا أن القوى التي أشرت إليها ما زالت قائمة ومتواجدة¿
– صحيح لكن أود أن ألفت إلى فارقة مهمة في فترة السبعينيات وحتى منتصف الثمانينيات وهي أن المسرح كان له مشجعون وجمهور وكان هناك من يدافع عن المسرح رؤساء ومشايخ.
* أمثال من¿!
– من المشايخ مثلا أحمد علي المطري ومحمد علي عثمان عبدالعزيز الحبيشي ثم أيضا الأستاذ النعمان ومن الرؤساء إبراهيم الحمدي سالم ربيع علي وعبدالرحمن الإرياني وعبدالفتاح إسماعيل هؤلاء وغيرهم من الرؤساء والمشايخ كانوا في مقدمة من يدافعون عن المسرح وأشكال الثقافة عموما في تلك الفترة التي مثلت فترة ذهبية للمسرح في اليمن بشطريه قبل الوحدة وقد أدى هذا الشكل من الدعم إلى تحفيز المشتغلين والمهتمين بالحقل الثقافي وبرز كتاب كبار مسرحيون كما برز فنانون وممثلون وأيضا نقاد كبار وكان إسهامهم واضحا في الدفع بمسيرة المسرح ومن هؤلاء الكتاب والنقاد الدكتور علي محمد زيد وعبدالله علوان والأستاذ البردوني وعبدالكافي سعيد والقرشي عبدالرحمن سلام وحسين باصديق ومحمد الزرقة والدكتور عبدالعزيز المقالح وأيضا وزراء أمثال يحيى العرشي وراشد محمد ثابت.
* هذه الفترات من الزهور المسرحي وأنت تسترجعها كيف تبدو لك الصورة اليوم بالنسبة لمشهد المسرح¿
– الصورة الآن مؤسفة بلا شك مع إيماني بأن هناك جمهورا للمسرح متعطشا لوجود مسرح حقيقي وعمل ثقافي فاعل ومؤثر وإيماني أيضا بأن هناك كتابا مسرحيين وكذلك نقادا ومبدعين في التمثيل إنما الإشكالية تبقى دائما في غياب التوجه الثقافي وغياب الرؤية الثقافية والفنية لدى المؤسسات المعنية بالثقافة أو ذات العلاقة .
في اليمن جمهور عريض للمسرح
* أظنك لا تتفق مع كثيرين يذهبون إلى أن جمهور المسرح في اليمن قليل¿
– سأقول لك من خلال تجربتي في المسرح والتي أعتقد أنها طويلة بحكم الزمن وقد طفت مع زملائي المسرحيين معظم مناطق البلاد من صعدة إلى المهرة ونفذنا مسرحيات مختلفة| هناك جمهور عريض للمسرح واليمنيون تواقون للفنون ويتعاطون معها فقط هذا الجمهور العريض يحتاج إلى أعمال متميزة أعمال تجذبه وتلتقي مع همومه وأحلامه وتطلعاته وتخاطب وجدانه وأفكاره.
* هذا ما يتعلق بالجمهور لكن ما يتصل بالنص المسرحي هل ترى أن الواقع الآن يفصح عن وجود كتاب مسرحيين ونصوص مسرحية بذات الكفاءة والفاعلية التي تحدثت عنها بين عقدي السبعينيات والثمانينيات¿
– دون شك ولكن أعتقد أن هناك خفوتا وتضاؤلا إلى حد كبير وأن العديد من كتاب المسرح محبطون مع أن إمكانياتهم كبيرة وقادرة على الإدهاش والمفاجأة والإبداع وكما قلت لك المشكلة في أن التوجه الثقافي أدى إلى كل هذه المظاهر من التراجع في حركة المسرح وفي طبيعة عمل مختلف الأشكال الثقافية والفنية.
ليست جهات الثقافة وحدها!
* مقاطعا إذا ما توقفنا عن مسألة عياب التوجه الثقافي هناك من يرى أن هذا التوجه متواجد من خلال الخطط والاستراتيجيات التي ترسمها الحكومة ممثلة بوزارة الثقافة ومن خلال أيضا وجود مؤسسات ثقافة أهلية تتضمن برامجها فعاليات عن المسرح وإن كانت عابرة وآنية¿
– لا لم أذهب في إشارتي إلى هذه المؤسسات التي ذكرتها فقط وإنما أي

قد يعجبك ايضا