العمل المسرحي لا يكتمل إلا إذا تم عرضه عدة أعوام

لقاء/ خليل المعلمي

ورعايته من قبل الجهات الرسمية وغير الرسمية.. وقد تساعدت عدة ظروف أدت بهذا الفن إلى وضعه جانبا في الوقت الذي أصبح المجتمع في أمس الحاجة إليه من أي وقت آخر وقد انعكس ذلك على وضع الثقافة بشكل عام وعلى وضع الفنان المسرحي بشكل خاص.
يشخص الفنان محمود خليل من خلال لقاء أجريناه معه واقع المسرح اليمني من خلال غياب المسرح عن دائرة الاهتمام وعدم وجود بند في ميزانية الثقافة تحت اسم تنشيط المسرح ولا يظهر النشاط المسرحي إلا في المناسبات والاحتفالات.. مؤكدا بأن العمل المسرحي لا يكتمل إلا إذا تم عرضه لعام أو عامين أو أكثر.
ويتذكر ما كان عليه المسرح في فترة الثمانينات من إمكانات متوفرة من قاعة للعرض وأدوات ديكور واكسسوارات كما كان يتم توفير طائرة مروحية لنقل أدوات الفرق المسرحية إلى الأماكن التي سيتم فيها العرض إذاكانت في أماكن نائية.
لقاء/ خليل المعلمي

كيف يمكن تشخيص واقع المسرح اليمني في الوقت الراهن¿
– الحديث عن المسرح ذو شجون ولو أسهبنا في الحديث عن المسرح اليمني والواقع الذي يعيشه فلن تكفينا صفحات ولكن بإيجاز المسرح هو مرآة المجتمع فمن خلال هذه المرآة يستطيع المجتمع أن يرى نفسه ويرى عيوبه فالمسرح يعالج قضايا المجتمع الاجتماعية والاقتصادية والثقافية بمعنى أن المسرح هو لسان حال المجتمع فبدون المسرح لن تكون هناك ثقافة ولن تكون هناك وعي لدى الشباب بأهمية بلده ووطنه.
والمسرح في الآونة الأخيرة للأسف الشديد يعاني من غياب الاهتمام والدليل أن ميزانية وزارة الثقافة بجميع هيئاتها ومؤسساتها أقل ميزانية في الحكومة وغير كافية مقارنة ببقية دول العالم التي تضع للثقافة ميزانية تضاهي ميزانيات الجيش والداخلية على الرغم بأن وزارة الثقافة تعتبر من أهم الوزارات في دول العالم لأنها تقوم ببناء الإنسان الذي يعتبر صعبا لأنه يحتاج إلى قدرات جبارة وقدرات غير عادية ومن المستحيل بناء وطن دون بناء الإنسان.
وشيء لا يصدق أن ميزانية الثقافة في بلادنا لا تحتوي في بنودها على بند تحت اسم تفعيل مسرح أو تفعيل موسيقى أو تفعيل فنون تشكيلية أو إحياء تراث أو ما إلى ذلك وهذا شيء عجيب ونلاحظ أن هناك مخطوطات تذهب هباء منثورا لأن وزارة الثقافة لا تمتلك الميزانية لشراء هذه المخطوطات وهذه المخطوطات هي تاريخ ومن لا ماضي له لا حاضر له.
فالملاحظ أن هناك استهتارا وهناك احتقارا وهناك أيضا نظرة دونية للثقافة لأن معظم من بيدهم القرار لا يعون ولا يفقهون ماذا تعني الثقافة.. فالمسرح يقدم رسالة أقوى مما يقدمها غيره من المنابر الإعلامية لأن المسرحي يقدما مسرحيته لشريحة كبيرة من الجمهور على مستوى مناطق الجمهورية ويقدم رسالة لبناء الوطن للانتماء الحقيقي لهذا الوطن.
وأتذكر عندما التحقت بالمسرح كان الاهتمام بالمسرح كبيرا فكانت خشبة المسرح موجودة وأدوات الديكور متوفرة وحتى نحن الفنانين والمسرحين كان لدينا حب للمسرح وكنا نوفر الاكسسوارات والاحتياجات من منازلنا إذا دعت الحاجة إلى ذلك وكانت درجة الاهتمام تصل إلى توفير طائرة مروحية لنقل الديكورات عندما يتم العرض في مناطق نائية وبعيدة.
لماذا يبدو المسرح في حالة غياب ولا يظهر إلا في المناسبات والاحتفالات بينما في وقت سابق كان له حضور ومشاركات¿
– كنا في السابق نقوم بالتنسيق مع فرقة المسرح التابعة لدائرة التوجيه المعنوي لإقامة المسرحيات وإجراء البروفات لها على خشبة المسرح الموجود حاليا في مبنى وزارة الإعلام السابق فقد كان هذا المسرح مفتوحا للفرق المسرحية الوطنية لإجراء البروفات وللعرض أيضا وكان هناك جمهور يحضر ويقطع التذاكر.
كان هناك شغف وحب للمسرح من قبل المسرحيين أنفسهم ومن قبل الجمهور لكن الآن لا توجد لدينا قاعة تجمع الفنانين والمسرحيين لتقديم ما لديهم من أعمال ولكن في الوقت الحالي حدث تغير فلا اهتمام ولا دعم ولا نستطيع أن نحصل على قاعة للعرض دون أن ندفع مقابل ذلك مبلغا قد يصل إلى مائة ألف ريال.

كيف يمكن وصف وضعية الفنان المسرحي¿
– الفنان المسرحي وضعه كوضع أي مواطن موجود على هذا الوطن فهو يعاني كما يعاني المواطن ليس الأمرين ولكن يعاني كل المرارات فهو مغلوب على أمره يلهث وراء لقمة العيش ويلهث وراء لحظة أمان لحظة استقرار لحظة اطمئنان يخرج من بيته وهو غير متأكد بأنه سيعود إليه سالما وكذلك هو الفنان المسرحي.
والفنان المسرح قد وصل إلى وضع مزر إلى أبعد الحدود حتى القطاع الخاص لا يقوم بدعم الثقافة أو المسرح فهو يطلب الربح السريع ومشاريع الثقافة لا تأتي الأرباح منها إلا بعد فترة وهذا ما يعيبنا فلا يوجد حب حقيقي للوطن.

لماذا يشكو المسرحيون من غياب خشبة المسرح على الرغم من وجود أك

قد يعجبك ايضا