يا قهري… ويا حزني !!
عبدالرحمن بجاش
لست مقهورا على أن عبدالله علوان مات , فالموت حق ..وكلنا على هذا الطريق سائرون , فقط احدنا يموت وملعقة الذهب على لسانه , وآخر يموت قهرا , وثالث كمدا , ورابع كرامة, وهنا قهري يكمن على عبدالله علوان وأسماء مثل محمد يحيى الزبيري مات جوعا ولم يسمح ليده أن تمتد باتجاه أي احد صغر أم كبر, يطلبك الزبيري حق المواصلات 50 ريالا تخرج من جيبك 100 يقول لك 50 يا حشرة !! , هنا القهر يتجلى الماء, حرقة , نار تلفح وجه النفس حين تتذكر فقط أن اسما لامعا ظل في بيته يكابد الجوع يرفع مشعل الكرامة حتى ذوى وذهب !! ونحن لم نعد نسأل عن احد , وإذا سألنا هربنا , بينما البيوت تضج بعزيزي النفوس , وأسرة المستشفيات تستقبل عنوة وبحياء هؤلاء الذين يطرحون تعبهم عليها , ليرتاحوا قليلا قبل أن يودعوا بهدوء , احد أولئك من ماتوا كرامة , وسمو , وعلو نفس الحزبي المتميز , الرفيق الذي عرف دوما ماذا يعني أن يكون رفيقا , سند عبدالله نجاد صاحب الأنبل والأسمى محسن الرداعي صاحبينا من مات هو الآخر شرفا , لم يحس به احد , فمن الفاقة لم يقو حتى على أن يرفع يده ليؤشر بسلام الوداع لأصدقائه ورفاقه !! ليت الفاسدين وصغار النفوس يتذوقون طعم الكرامة مرة واحدة!! , كان سند كالنسمة التي تلمس شغاف النفس فلا تبرحها سكنا , كانت نفسه تستوعب الجميع ساكنين , ولا ادري هل ابكي الاثنين عبدالله علوان وسند أم ابكي علينا!! , فقد جفت الدموع وتوارت الكلمات خجلا , إذ ما الذي يمكنك قوله وأنت عاجز عن أن تفعل شيئا , فإذا ظهرت تظهر بائسا مسكينا أفضل لو انك لم تظهر , كنت أتمنى على وزارة الثقافة ألا تعلن أنها ستتكفل بطباعة كل أعمال علوان , لأنها لن تفعل , وأنا لا احمل الوزير ولا الوزارة ذنب علوان أو غيره , لأن الإنصاف يقول بأن إمكانات الوزارة لا تستطيع التكفل بعلاج كل المبدعين , أين التأمين الصحي الذي يحفظ كرامة المبدع من الإذلال واللف على الأبواب ومناشدتنا حتى لتجار السلاح أن يهبوا !! , هل بالإمكان أن تتصوروا فقط مبدعا بقامة عبدالباسط عبسي يلبس كوته من سوق الحراج ¿¿ لا نريده ان يلبس من( بيير كاردان) , بل نريد فقط أن نبادر إلى صندوق ندفع فيه شهريا ما نستطيع ونتنادى لإنقاذ أي مبدع حتى تقول لنا كوريا كيف هو التأمين الصحي !! , والاتحاد الذي لو هو مليح ما هرب منه عبدالله البار , لا نريد منه سوى نموذج للنعي يضعه في أي دكان ليمر أي منا فقط يضع اسم الراحل (العظيم )وكفى المؤمنين شر القتال , أما نقابة الصحفيين فيكفي نكتة أمس الأول فقد قال الخبر أن وزير الداخلية أشاد بالهيئة الإدارية التي (ترعى وتسعى وتنجز) !! , كنت أتمنى أن يسأل الهيئة : كيف تجمعتم ¿¿ معذرة سند …معذرة عبدالله علوان فقد أصبحنا مملين ….مجرد عاجزين ….فقط نتمنى أن يموت أي زميل لنا لنتسابق على الفيس بوك نسجل إعجابنا ولا ندري هل نلحق من يسجل إعجابه بموتنا .. ..سحقا لهكذا زمن …….