الشعراء والشعر في عصر ثورة الاتصالات
لقاءات/ محمد القعود

21 مارس من كل عام هو يوم الشعر العالمي الذي حددته منظمة اليونسكو للاحتفال بهذا الفن الإنساني النبيل.. ومع احتفال الشعراء بيومهم العالمي تثار العديد من الأسئلة حول أهمية وجدوى الشعر في هذا العصر الذي يشهد ثورة في الاتصالات بصورة متلاحقة.
عن الشعر ويوم الشعر في عصر المتغيرات وثورة الاتصالات والتواصل الاجتماعي .. كيف يرى الشعراء جدوى الشعر..¿ وماهي طموحاتهم..¿ وماذ ا يعني لهم يوم الشعر العالمي …¿
ذلك ما طرحناه على مجموعة من الشعراء في بلادنا والذين جاءت إجاباتهم المختلفة ورؤاهم في السطور التالية:
كسر حاجز التواصل
الشاعر علي أحمد بارجاء:
استطاعت الاتصالات الحديثة وما نتج عنها من مواقع التواصل الاجتماعي أن تكسر الحاجز بين الشاعر وبين القارئ الذي كانت تفرضه الصحافة يوم أن كانت السبيل الوحيد للنشر وإيصال النصوص للقراء, وهي صحافة لا تتيح الفرصة لجميع من يكتب الشعر مع مراعاة الجودةموضوعا وشكلا, بل تنشر للأسماء المعروفة, إضافة إلى وجود الرقيب الذي لا ينشر إلا ما يتوافق مع سياسة النشر. فكانت مواقع التواصل بديلا مفتوحا, يمكن أن ينشر الشاعر فيها ما يريد في أي وقت, وهو مستلق حتى على سريره. وعلى ما في هذه الوسائل من حرية, إلا أن لها سلبيات تتعلق بمسألة الجودة الفنية للنصوص المنشورة. والملاحظ أن كثيرا من النصوص المنشورة في هذه الوسائل هي دون المستوى, ولم تكن لتنشر لو قدمت لصحيفة بها محرر يراجع ما يستحق وما لا يستحق النشر. وسيظل للشعر سوقه, ومتذوقوه, وبنشره في مواقع التواصل يزداد الإقبال على قراءته, وكم من الشعراء لم يكونوا معروفين, وساعد استخدامهم لتلك المواقع شعرهم على الانتشار, وأصبحوا معروفين على نطاق أوسع. وبخاصة بين شعراء الوطن العربي. لكل شاعر طموح أن يجد شعره طريقه إلى القراء بأي وسيلة, ويظل إصدار شعره في أكثر من مجموعة شعرية هو الطموح الذي يراود كل شاعر. أما بشأن الاحتفال باليوم العالمي للشعر, فمن وجهة نظري لا أرى أية خصوصية لأن يحتفى بالشعر في يوم عالمي, كاليوم العالمي للمرأة والعمال … إلخ, طالما أن كل يوم عند الشعراء ينبغي أن يكون يوما للشعر. إلا إذا كان اليوم العالمي للشعر سيكون يوما مختلفا عن المألوف في التعامل مع الشعر والشعراء. فإقامة صباحية أو أمسية شعرية بهذه المناسبة, في الأماكن نفسها, وللحضور نفسه, أرى أنه لا يقدöم ولا يؤخöر, ولا يمثل احتفاء حقيقيا بالشعر. هل ستصدر في هذا اليوم مجموعات شعرية لشعراء أنهكهم البحث عمن يطبع لهم. وهل سيكرم فيه شعراء¿ وهل سيعالج فيه شعراء يعانون من أمراض بصمت فلا يلتفت إليهم أحد¿ هذا ما نريده من يوم الشعر العالمي. وغير ذلك فلا معنى له, ولا جدوى منه.
متنفس الروح
الشاعر عمار الزريقي:
إذا كان العلم والفلسفة غذاء العقل والفن غذاء ونتاج الروح فإن الشعر غذاء ونتاج العقل والروح معا. ليس للشعر وظيفة معينة ننتظرها منه. الشعر متنفس الروح في عوالم أكثر جمالا وفسحة من ضيق الواقع. هو نقد وتنقيح لما هو كائن و رؤية لما ينبغي أن يكون. ليس لي طموح في زمن تحققت فيه كل طموحات الإنسان اليمني بدءا من الوطن وانتهاء بالكهرباء!!!! سأحاول في اللقاء القادم التفكير بطموحات أخرى إكراما للسؤال. هل للشعر يوم¿! ليس للشعر زمان ولا مكان ويوم الشعر العالمي هو الأقل شعرا بين سائر الأيام.
نافذة للذاكرة
الشاعر محمدا لمهدي:
بالتأكيد.. ثمة من أهانوا كرامة الشعر في عصر المتغيرات التي لم تدرك مدى مهمتها كما يجب أو بالأصح لم تستخدم مسبباتها استخداما واعيا من قبل الكثير وكثيرون هم من لم يستوعبوا مهمة الرسالة/ رسالة هذا الكائن العظيم المسمى الشعر ربما كان ذلك منهم عبثا بما تبقى منه من وميض في أغوار العارفين بكنه ماهيته على أنه -على سبيل المعنى- هو المستمسك بالعروة الوثقى حيث لا انفصام بينهما/ بين الروح والهوية. بالتأكيد.. للشعر مقامه المحمود في أفئدة الذين لم تختنق مواجيدهم بالعبثية رغم أدخنة الفوضى وحرائق الحواس.. بالتأكيد.. في هذه البلاد أطمح مرة أو طموحا واحدا أو يوما في السنة وأتقهقر وأنكسر في البقية ولكني رغم ذلك أعرف جيدا أن طموحا أو حلما -حين يكون بحجم الشاعر الإنسان الحقيقي- سيكون أعظم من طموحات وأحلام كثيرة لا علاقة لها بالإنسان… أما بالنسبة ليوم الشعر العالمي فلا أظنه عزاء فالشعر باق بقاء البشرية ما دامت الحياة تتنفس من رئة القائم عليها فهذا اليوم أستطيع أن أقول: إنه نافذة للذاكرة/ نافذة للتأمل في أرواح أسلافنا معشر البشر بدء بآدم القصيدة في عاطفة التكوين إلخ.. شكرا للشعر في كل يوم وشكرا للأيام ما دامت كل لحظة من لحظاتها حبلى بلغات وعوالم روحية ل