الذين لا يؤúثöرون على أنفسöهöم
يكتبها: علي بارجاء
ثمة محاولات للإقصاء, وخلل في التواصل بين الوزارات في العاصمة صنعاء وفروعها في المحافظات البعيدة, ولعل سبب هذا الخلل يكمن في حبö الذات, والبعد بالدرجة الأولى, وربما لأغراض أخرى في نفس يعقوب.
حدثني أحد المسؤولين في أحد مكاتب الوزارات المهمة في حضرموت, أن الوزارة أرسلت إليه رسالة بالفاكس يوم الاثنين العاشر من مارس, وهي محررة بتاريخ السابع والعشرين من فبراير المنصرم, وموضوعها حضور ورشة عمل في صنعاء يوم الثلاثاء الحادي عشر من مارس. فبين تاريخ وصول الرسالة وتاريخ تحريرها اثنا عشر يوما فقط لا غير!
طبعا كان من الصعب على صديقي ومرافقيه حضور هذه الورشة بسبب عدم وجود طائرة تنتظرهم في المطار لتقöلهم إلى صنعاء بهذه السرعة. حتى يكونوا في اليوم الثاني موجودين في صنعاء. وكان من الضروري أن يغيب عن الورشة هو ومن رشحوا لها من وادي حضرموت, وربما هم وغيرهم من ساحل حضرموت ومحافظة المهرة. لأن المختصين في الوزارة, تأخروا عن إرسال الرسالة في وقت كاف يمكöن المشاركين من الاستعداد للسفر.
مثل هذه الحادثة تحدث في كثير من الوزارات باستمرار, ولا يمكن أن تفسر إلا بأن المختصين في الوزارات لا يريدون أن يشاركهم أحد سواهم في الدورات وورش العمل والاجتماعات, وفي السفريات إلى الخارج لحضور الندوات والمؤتمرات, لأنهم ربما يظنون أن ذلك حق من حقوقهم هم وحدهم فقط, ولا يوجد من يستحق حضورها من موظفي الفروع في المحافظات. فأي قادم للمشاركة من المحافظات سيقاسمهم في المخصصات المالية التي سيحصلون عليها.
بمثل هذه الأساليب من التجاهل والاستخفاف يتعامل كثير من المسؤولين المختصين في الوزارات مع موظفي المكاتب في المحافظات, ويوجد رصد لقصص كثيرة من هذا القبيل حدثت خلال السنوات الماضية.
ــ حدث قبل الوحدة أن وزارة الزراعة طلبت عبر مكتبها من أحد الفلاحين أن يجمع فسائل للنخيل, ليسافر بها إلى أبوظبي, فحملته الطائرة إلى عدن, واستضيف الفلاح في أحد الفنادق, وفي اليوم الثاني تم إحضاره إلى المطار ليعيدوه إلى سيئون, وكان يظن أنه مسافر إلى أبوظبي. ولكنهم أحلوا محله فلاحا آخر من الفلاحين الحزبيين المقربين ليكون مع النخيل المسافرة إلى أبوظبي. عندما وصل الفلاح إلى مطار سيئون, همس في أذن أحد من كانوا معه في الرحلة: بأن مطار أبوظبي يشبه تماما مطار سيئون… إلى آخر الحكاية التي كانت مجالا للسخرية, وظل يتندر بها الناس إلى اليوم, ليؤكدوا على مدى الاستخفاف بالعقول, والضحك على الدقون.
وغير هذه الحكاية حكايات وحكايات, منها أن أحد بائعي الفضة والمشغولات القديمة, حصل على وعد من أحد السياح الألمان, للمشاركة في أحد المعارض ببرلين, وأرسل الألماني بöحسúنö نöيه إشعارا للرجل بالموعد, والأوراق الرسمية للسفر إلى ألمانيا إلى الوزارة اليمنية المختصة في صنعاء, ليكون الجواب عليه من الوزارة بأن هذا الرجل قد توفى, وبعثت الوزارة برجل آخر من بائعي الفضة من صنعاء. وحين أرسل صاحبنا بريدا إلكترونيا إلى الألماني, فوجئ الألماني بأن الرجل حي يرزق, فاعتذر له, وأبلغه بردö الوزارة عليه.
وحين سافرت فرقة سيئون الموسيقية إلى صنعاء, تمهيدا للسفر إلى الأردن للمشاركة في مهرجان جرش قبل سنوات, وبعد أن أكدوا الحجز للرحلة إلى الأردن بالخطوط اليمنية, فوجئوا باتصال يبلöغهم بتأخر الرحلة, فاتصل مسؤول الفرقة بأحد العاملين في الخطوط اليمنية, الذي أكد له أن الحجز لم يتغير, وحين وصل أعضاء الفرقة إلى المطار حسب موعد الحجز, فوجئوا بفرقة لرقص (البرع) كانت ستسافر بدلا عنهم للمشاركة في مهرجان جرش.
أعتقد أن في الحكايات الثلاث ما يكفي لمعرفة النفسيات الأنانية لبعض المختصين في الوزارات, الذين لا يؤثرون على أنفسهم, لأنهم لا يعرفون أن في اليمن الكبير رجالا غيرهم يستحقون أن يكونوا في الصدارة للمشاركة في أية فعاليات داخل اليمن وخارجه! ويستمر مسلسل الإقصاء والتهميش والاستغفال.