اتحاد الدول الأميركية¿¿
أحمد الأكوع
كما نعلم ويعلم فقهاء القانون أن اتحاد الدول الأميركية الـ21 دولة يرجع إلى سنة 1889م ويلاحظ أن عدد دولها قبل الاتحاد وإحدى وعشرون دولة كعدد الدول العربية تماما واجمعت هذه الدول في واشنطن في أول مؤتمر لها لتنسيق علاقتها التجارية واتخذت في البداية قرارا بإنشاء مكتب تجاري للجمهوريات الأميركية مهمته تجميع ونشر المعلومات الخاصة بالإنتاج والتجارة وبالقوانين واللوائج الجمركية في مختلف بلاد القارة الجديدة.
وقد ظل الاتحاد الأميركي خلال أربعين عاما يستند إلى وجوده وتطوره إلى مجرد القرارات التي كانت تتخذ في المؤتمرات التي عقدتها وقد تقيدت الحكومات الأميركية المختلفة بهذه القرارات وفي المؤتمر السادس الذي عقد في هافانا سنة 1928م أقر فيه اتفاقا وقعته جميع الجمهوريات الأميركية الإحدى والعشرين في 18 فبراير سنة 1928م وتم فيه تنظيم الاتحاد وبصفة رسمية ونهائية ويعتبر هذا الاتفاق الميثاق الذي استمد منه الاتحاد مركزه القانوني وأصبح عدد الولايات التي يضمها التعاهد خمسين ولاية بعد أن كان في مبدئه قاصرا على ثلاث عشرة وتتكون الهيئة المركزية للتعاهد من سلطات ثلاث كالآتي:
أولا: سلطة تشريعية يتولاها مجلس الشيوخ يمثل الولايات الخمسين بمعدل عضوين عن كل ولاية ومجلس تمثيلي ينتخب كل سنتين بنسبة عدد السكان.
ثانيا: سلطة تنفيذية يتولاها رئيس أعلى – رئيس الجمهورية -ينتخب لمدة أربع سنوات قابلة للتجديد ونائب للرئيس منتخب لنفس المدة ويرأس مجلس الشيوخ ويحل محل الرئيس عند وفاته ويعاون الرئيس عدد من الوزراء يقوم هو بتعيينهم ويسألون أمامه مباشرة.
ثالثا: سلطة قضائية هي المحكمة التعاهدية العليا وتتولى إلى جانب اختصاصها بوصفها المحكمة العليا التعاهدية الفصل في المنازعات التي قد تنشأ بين الولايات ذاتها أو بينها وبين الهيئة المركزية للتعاهد.
وتستقل الحكومة المركزية بجميع الشؤون الخارجية للتعاهد وبكل ما يخص الدفاع والجيش والبحرية والطيران وما يلحق بها وهي التي تقوم بوضع القوانين العامة وفرض الضرائب وبإصدار العملة وبإدارة البريد وغير ذلك من الشؤون العامة المشتركة وفيما عدا ذلك تتمتع كل من الولايات الخمسين بنصيب من الاستقلال الداخلي في الشؤون الخاصة بها فلكل منها دستورها الخاص على أن يكون هذا الدستور جمهوريا ولكل منها سلطة تشريعية تتولى بتفويض من الهيئة التشريعية المركزية وضع القوانين الخاصة بالمسائل المدنية والتجارية والجنائية ولكل منها أخيرا سلطاتها التنفيذية وسلطاتها القضائية الخاصة. فهل يستطيع أخواننا العرب أن يتحدوا أسوة بأمريكا أو أنهم لا يتحدون حتى على مستوى الدولة الواحدة والشعب الواحد¿
شعر :
كيف يرضى اقليم صنعاء عن سواه
ويواتيه على الضيم المقام
كيف يحيا إقليمنا دون منفذ
وفقيرا تعتريه الأمراض والاسقام
وهو اقليم عصي صخره
وجبال له عانق السماء والغمام.