القادة يعبرون بالأوطان 1-2

جمال عبدالحميد عبدالمغني

 - القائد يخلق حاملا صفة القيادة وتبدأ ملامح القيادة بالظهور منذ مراحل الطفولة الأولى ولكن الناس لا يدركونها مبكرا إلا أنهم يتذكرون تلك الملاح بعد وصول القائد إلى موقع القيادة الفعلية
القائد يخلق حاملا صفة القيادة وتبدأ ملامح القيادة بالظهور منذ مراحل الطفولة الأولى ولكن الناس لا يدركونها مبكرا إلا أنهم يتذكرون تلك الملاح بعد وصول القائد إلى موقع القيادة الفعلية أي عندما يصبح زعيما سياسيا فذا أو قائدا عسكريا محنكا أو ما شابه ذلك.
القائد دائما يكون قادرا على احتواء الناس على اختلاف مشاربهم وأطيافهم وسرعان ما ينقاد له الغالبية العظمى من أبناء شعبه أو مجتمعه الأصغر المحيط به حتى إذا كان على مستوى المديرية أو القرية لأنه بما ..وهبه الله من ملكات ومواهب يكون قادرا على تلمس احتياجات وهموم من يقودهم ويكون قادرا على ابتكار الطرق والأساليب الأكثر شجاعة ونفعا لتحقيق أهدافهم وطموحاتهم الآنية والمستقبلية أيضا يتصف القادة العظماء بصفات إنسانية راقية فهم لا يكذبون ولا يخونون الأمانة ويتصفون أيضا بالشجاعة ونبل الأخلاق وهم أبعد ما يكون عن صفات النفاق والتملق والنميمة حيث أن هذه الصفات وضيعة ولا تتناسب مع شخصيات القادة فلا تمارسونها ولا يستصيغونها تلقائيا من الغير وغالبا يظهرون في ظروف استثنائية تمر بها الأوطان فإذا ما تهيأت لهم الظروف والأسباب يكونوا أكثر قدرة من غيرهم على العبور بأوطانهم إلى بر الأمان في أزمنة قياسية وغير متوقعة.
والقادة دائما بما حباهم الله من ملكات وقدرات غير عادية يكونون على درجة كبيرة من الفراسة وتمييز البشر بمجرد الالتقاء بهم والاستماع إليهم ولذلك تكون عملية استقطاب معاونيهم ورجال بطانتهم ومستشاريهم أكثر إيجابية وتنطوي على درجة كبيرة من السهولة ونادرا ما يخطئون في الاختيار وسرعان ما يصححون اختياراتهم الخاطئة.
والقادة العظام دائما معتزون بأنفسهم ولذلك فإنهم منزهون من آفة الحسد والغيرة ولذلك لا مشكلة لديهم على الإطلاق عندما يرون أصحاب المواهب والإبداعات الحقيقية ضمن طواقم بطانتهم أو رجال الحكم العاملين معهم في أي مجال من المجالات إذ يعتبرون وجود اللقاءات والخبرات العالية ضمن طواقمهم ميزة تساعدهم على تنفيذ برامجهم الطموحة للنهوض بشعوبهم ولا يعتبرون ذلك خطرا دائما أو محتملا يهدد سلطانهم وكراسيهم كما يفعل بعض أو غالبية الحكام العرب للأسف.
القادة أيضا لا يفرقون إطلاقا بين أبناء أوطانهم سواء لأسباب مناطقية أو مذهبية أو سلالية أو حتى أسرية إلا وفقا لمعايير التميز والعطاء الأكبر والأنفع للوطن والقادة عموما طلاب مجد وتاريخ ولا تشكل المكاسب المادية والدنيوية لديهم شيئا يذكر ويبحثون دائما عن صناعة المجد الحقيقي وليس الزائف وذلك حتى يرتقون بأوطانهم وتخلدهم شعوبهم وللحديث بقية..

قد يعجبك ايضا