الطارف ..غريم
يحيى محمد العلفي
خرجت غازية مارب عن الخدمة.. عادت الغازية إلى الخدمة.. هذا هو الهم الكبير الذي ندفع ثمنه هذه الأيام.. بل ومنذ مدة ليست بالقصيرة حيث تزايدت الاعتداءات وأعمال التخريب التي يقوم بها ثلة من غوغائية القوم على أبراج وخطوط الكهرباء.. سواء في منطقة نهم محافظة صنعاء أو في آل شبوان وغيرها بمحافظة مارب بما يؤدي إلى انقطاع الكهرباء عن أرجاء البلاد.. بما فيها العاصمة وإدخالها في عتمة الظلام الطويل الدامس.. وبالتالي تعطيل الكثير من الأعمال وإحراق الأجهزة والمعدات التي تشتغل بالكهرباء ولو تأملنا إلى ظاهرة هذه الاعتداءات ودوافعها لوجدنا أنها نتدرج ضمن الإنفلات الأمني العام الذي تشهده البلاد وضعف قدرة أجهزة الضبط على ملاحقة المعتدين ومن يقف وراءهم والقبض عليهم وتقديهم إلى العدالة لينالوا جزاءهم الرادع.. الأمر الذي شجع ويشجع هؤلاء المخربين للتمادي في غيهم وتكرار أعمالهم الشنيعة وخرق النظام والقانون بالتعنت والعناد تارة وبالتحدي والتعجيز تارة أخرى..
ولعل ما يثير غضب واستفزاز عامة الناس من أبناء المجتمع اليمني أن الاعتداء والتخريب الثاني على خطوط وأبراج الكهرباء لا يبعد عن مركز الدولة وعاصمتها الكبيرة سوى بضعة كيلومترات قليلة لا تتجاوز العشرات “منطقة نهم” ما يمكن للأجهزة المختصة وضع حد لها وحسمها بكل يسر وسهولة وذلك بتحميل كافة أبناء المنطقة القاطنين بالقرب من هذه الخطوط والأبراج كامل المسؤولية عن أي اعتداء أو حتى حدوث أي انقطاع أو إطفاء للتيار الكهربائي فإنهم جميعا غرماء وفاعلون ولا تعرف الدولة غيرهم على أساس أن المعتدين من بني جلدتهم ومن أبنائهم (والطارف منهم غريم).. وكما كان يفعل الأولون من أبناء اليمن على مدى التاريخ فإن قبائل اليمن وأقيالها مدركون فيما يحدث في الطرق المسبلة.. والدولة لو عمدت إلى هذا الأسلوب لوفرت لنفسها ولأمنها وجيشها ومجتمعها ويلات حثالات المجتمع ضعاف النفوص الخارجين على كل القيم والأعراف الإنسانية الذين لا دين لهم ولا أخلاق.. وسيكون هذا الأسلوب بمثابة الإنذار الرادع والرد العملي على كافة الأعمال والسلوكيات الخارجة على النظام والقانون.. ومن ثم الوسيلة الأخيرة لاستتباب الأمن والاستقرار في أرجاء اليمن.