الشارقة .. فاتنة محجبة ( 2 – 2 )

خالد الصعفاني


 - في الشارقة أيضا حضور مناسب جدا للمدرسة اليمنية في الطبخ .. مطاعم يمنية تنضح بأسماء بلدها وبعض من مدن هذا البلد الحضاري .. والارتباط بالوطن لم يقف عند حدود
خالد الصعفاني –

في الشارقة أيضا حضور مناسب جدا للمدرسة اليمنية في الطبخ .. مطاعم يمنية تنضح بأسماء بلدها وبعض من مدن هذا البلد الحضاري .. والارتباط بالوطن لم يقف عند حدود التسمية فالديكور ولزوم الزحمة بالداخل تجعلك تشعر بنفس المطعم اليمني .. وفوق كل هذا هناك أكل يمني خالص وأطباق يمنية لا تبتعد عن المندي وأشقائه , وأطباق البحر وأخواتها .. وهي كما بدا لي تجلب العديد من من غير اليمنيين , ومن ذا يقف صامدا أمام اغراء “البرياني ” والسمك المشوي بالصلصة الحمراء على الطريقة اليمنية .. ولعلي تخيلت بعضا من أخوتي اليمنيين وهم يتمنون بعد وجبة غداء وقفل من قلص شاي أحمر أن يحظوا بعلاقي قات يجعل اليوم مكتمل المتعة كامل الأهلية , وأن كنت لا اتمنى حدوث ذلك ..!
.. هناك مدن تعج بالسيارات النظيفة والحديثة .. لا تكاد تزعجك اصوات محركاتها ولا تسممك غازات عوادمها .. ديزل “ما في” , وسيارات صرف “ما في “, و”ما فيش” سيارات “مدقدقة” ولا شاحنات “مقلفدة” ..!
.. متنفسات من كل نوع , بل يكفيك أن تخرج بسيارتك مع عيالك لتستمع بمناظر الشوارع فتجد نفسك في حديقة غناء حيثما يممت وجهك .. متنزهات وحدائق لعل اكثر من شدني فيها بحيرة خالد التي تجلب الزوار والرياضيين والمشاة من كل نوع ..
.. أجمل ما يلفت نظري وأنا أتابع بإجلال بهاء هذا البلد الكريم المسمى ” الامارات العربية المتحدة ” سواء معاينة أو عبر الشاشة الصغيرة , الطموح المتلاقح بطريقة بديعة تجعلك تغبط هذا البلد على قيادته عالية الهمة سامقة الاهتمام .. امارات اتخذت لنفسها ألوانا خاصة تنشد التميز بأسلوب مختلف وتتأثر ببعضها بطريقة تعاطي النباتات مع اشعة الشمس ونسمات الهواء وزخات المطر لتشكل لوحة جميلة الطلعة ومخملية القوام لا تغري الا على مزيد من العشق والتأمل والزيارة المتكررة برغبة لا تصد ولا ترد ..
.. كن في دبي أو عجمان أو الشارقة أو في ستها جميعا امارة ابوظبي .. ستجد انك تنتمى الى أمة كريمة المعنى وعميقة المبنى .. يحدثونك عن اليمن بإعزاز الشقيق وتقدير يخجلك التواضع فيه .. وتجد دولة اهتمت في بناء الإنسان لا البنيان فقط كما في جارات لها .. انسان الامارات اليوم كبيرا او صغيرا , شابا او فتاة تجده يعمل ويتحدث لغة العصر الاهم ويجتهدون في المعرفة وكسب الخبرة وتقديم النفس بتواضع وروح .. هناك “امرتة “– اذا صحت نسبتي هنا محاولة الامارات لجعل الوظائف للإماراتيين المؤهلين – تجعلك تقدر هذه الحكومات التي جعلت الفرد المنتمي لهذا البلد الابيض نصب عينيها وقرة اهتمامها ..
.. اليوم الشارقة كما دبي كما غيرها وفق ما اتوقع اضحت مقاصد جادة للسياحة ولرأس المال والاستثمار .. ورغم الحر الذي يلهب الجسد جل العام إلا أن الخدمات العامة المقدمة بثبات وكفاءة بررت للكثير ممن لا يروقهم الحر العيش في بلد أصبح بردا وسلاما في مواجهة نار ابراهيم عليه السلام ..
أخيرا:
.. وانت في الامارات العربية المتحدة يسهل عليك أن تلمس اهتمام الحكومات هناك بالتفاصيل كما بالعناوين العريضة .. الشارقة مدينة ميزت نفسها بالخلود إلى مضجع المحافظة وبهو الهدوء وشهدت مؤخرا تطورا لافتا لمسايرة حالة الطموح العامة التي تعج بها البلاد .. ودبي شقت لنفسها طريقا طموحا جدا بين الكبار فأضحت وجهة عالمية منافسة .. وبينما تقف العاصمة ابوظبي بوقار وطموح وتميز الكبار لا أتوقع الامارات الأخرى إلا نماذج تستحق الاحترام فالشيء بالشيء يذكر.

قد يعجبك ايضا