اليمن تحارب اليمن (6)
فكري قاسم
إنها لمكافأة رديئة للثورة وللجمهورية وللوحدة أن نعيش حياتنا كلها ونحن نتقاتل ونتطاحن من أجل الثورة والجمهورية والوحدة .
وأنت متجه إلى مدينة البريقة غرب عدن ستجد على الخط الطويل بقايا منصة صواريخ محترقة وذكريات جنود يوما ما كانوا هنا وكانت لهم ذكرياتهم الحميمة منحوتة على جدران العنابر قبل أن تتحول إلى خراب وخيوط من دخان بائت. معسكر “منصة الصواريخ “ كان اسمه هكذا .. هو خال الآن ومدمر ويحكي قصة اقتتال الإخوة ذات يوم ليس ببعيد.
ترى ما الذي يشعر به أفراد ذلك المعسكر وقادته حينما يمرون الآن من أمامه وهو على هذا الحال من الخراب- كما لو أن الحرب انتهت قبل أسابيع فقط. لاشيء يمكن أن يشعروا به غير غصة الهزيمة حتى وإن كانت القلوب وحدوية إلى النخاع.
قبل حرب صيف 94 اللعينة كانت تجلس على بعض مباني مدينة عدن صور الشهداء الأربعة : فتاح وشايع وعنتر ومصلح . لكن الأمر تغير الآن كما لو انه خضع لعملية اختصار أو قسمة على نفرين . ذهبت صور الشهداء الـ4 وجاءت بدلا عنها صور المنتصرين الجدد .
لدينا على أي حال مخزون سيئ من الذكريات . كل جماعة تصل الى السلطة هنا تتفرعن ويصير في اعتقادهم أنهم أسياد هذا الكون, في حين أنهم اصلا مخلوقات ناقصة ولا تتمتع ببعد النظر والحكمة الكافيين ليروا عواقب مافعلوه بنا كشعب.
***
إنه لمعيب علينا – كشعب – أن نقضي بقية حياتنا في هذه الحالة من الاستنفار .. البنادق مصوبة إلى رؤوس بعضنا البعض والأصابع ترتجف على الزناد.
Fekry19@gmail.com