فينيق رمادي: في الزمان الرمادي

أحمد مهدي سالم

 - علمتنا التجارب, والدهر خير معلم, أن هناك صنفا من الناس يعمل في صمت ويذيب حواجز الإعاقة لمسيرة البناء وإعادة التأهيل بصبر أيوب وعزيمة شمشون وحكمة ل

علمتنا التجارب, والدهر خير معلم, أن هناك صنفا من الناس يعمل في صمت ويذيب حواجز الإعاقة لمسيرة البناء وإعادة التأهيل بصبر أيوب وعزيمة شمشون وحكمة لقمان وحلم الأحنف بن قيس وذكاء أياس.. حتى يفاجأ من يتشكك أو يتردد أو يثبط بحقائق إنجاز جلية .. شيء يذكرك بحكاية جداول الماء التي تنساب ولا تسمع خريرها لكن آثارها واضحة في الرياض “الحدائق والأعشاب والنباتات الندية.. خدمات ملموسة على الواقع, مشاريع كهرباء, صحة مياه صرف صحي, بناء مدارس أو ترميم لها أو إضافة فصول إضافية إعادة تأثيث وتأهيل لمرافق, استئناف الدراسة في كلية التربية بزنجبار…. الخ تفتتح دون ضجيج إعلامي ولا قارح ولا دخان ولا سقى الله روضة الإخوان, كأنه كان يرسل للمترددين مضمون بيت الشاعر القديم:
إذا كنت ذا رأي فكن ذا عزيمة
فإن فساد الرأي أن تترددا
الرأي ضعيف لدى الحاكم أو القيادي المسئول إن لم تصحبه العزيمة المفولذة والإصرار العنيد وبذل الجهد الجهيد وسط التكتيم الشديد وحملات الإحباط والكيد حتى يشمخ الإنجاز الجديد فيزرع الفرح السعيد في قلوب قطفت وتقطف من ثمار هذه المشاريع أو تلك, ويكسب إلى صفه أنصارا جددا يكونون في ذروة انتشائهم متهللين مرددين مع وردة الجزائرية (عندي أمل أكيد.. إنك أنت الوحيد).
يتضح جليا أنه كان اختيارا جميلا وعاقلا من فخامة المشير من يختبر كمحافظ لمحافظة مدمرة (نزوح تشرد تدمير) فذهب إلى العاصمة لكنه أثر شجاعة المواجهة فذهب إلى محافظة لودر التي تجمعت فيها عناصر القاعدة المدحورة من مديريتي زنجبار وخنفر.. وشكل حضوره في الجبهة الأمامية نقطة مفصلية وترجيحا لكفة الجنود واللجان الشعبية حتى حسمت ودحر المسلحون, ثم تحرك إلى زنجبار يسكن في قرية في جنوبها على مقربة من البحر سماها المرجفون (شرم الشيخ) بينما مدراء العموم والقيادات الأمنية كانوا قد فروا إلى عدن.. كانوا نادرا ما يحضرون وساعة أو ساعتين ثم يعودون أو يديرون مرافقهم بالتلفون.. مجرد بقائه شجاعة لأن الأجواء كانت رمادية, والفترة ضبابية… فهموا, لكن بعد حين رسائله الصامتة الساخرة بنعومة.
وضع خطة سريعة قليلة النفقات مرنة الآليات واستطاع في فترة قصيرة أن يعيد الروح المفقودة إلى أبين ويبلسم جراحاتها, هذا الرجل الذي له من اسمه نصيب من الجمال والنصر والعقل الذي جاء على واقعة حركة التغيير الشبابية.. انتصر للشباب بقرارات جريئة, قيادتهم للندوات وكل النشاطات, تعيينهم في مناصب قيادية مدراء عموم مثلا, مكاتب الخدمة المدنية الشؤون الاجتماعية والعمل, المياه, التدريب المهني وغيرها, والإطاحة بالقيادات المخضرمة الفاسدة في أبين ليست شيئا سهلا.
لم يختره أحد من أسرته أو منطقته أو مديريته اختيارا موفقا.. نجاحهم أكد بعد نظر المحافظ.
أذكى الحماس بين القيادات وكرم مديري الكهرباء والمياه كأفضل مديرين في المحافظة, وجاء استبيان صحيفة أبين الأخير بأنهما أبرز شخصيات 2013م. ويحسب لمحافظ عدن م وحيد علي رشيد التقاط الفكرة وتطبيقها في مجال النظافة بين المديريات.
آخر الكلام
بك اقتدت الأيام في حسناتها – وشيمتها لولاك هم وتكريب (شاعر قديم).

قد يعجبك ايضا