ثروات إبداعية مهدرة!!

جميل مفرöح

* يقال ويتردد على الدوام ومنذ سنوات طويلة إن لدينا من الموروث الثقافي والحضاري ما ليس لدى سوانا من الشعوب الأخرى.. ويقال أيضا إن لدينا مخزونا أثريا وتاريخيا تكتنزه جبال وسهول بلادنا من أقصاها إلى أقصاها.. وما اكتشف منه حتى الآن لا يتجاوز العشرة في المائة.. ويقال أيضا إن لدينا من الثروات الطبيعية ما يجعلنا في غنى عن أية حاجة بل وربما ما يجعلنا ربما من أثرى الشعوب والأوطان الثرية والثرية جدا.. ومثل ذلك وفي ذات السياق يجد المهتم والمتتبع للشأن الثقافي أن في ذخيرة الثقافة والآداب والفنون من الإبداع ما يبعث الانشداه والذهول ويجر الإعجاب والاعتزاز من أذنيهما..
* ومن اطلاع وتجربة شخصية ومعايشة شبه دائمة على امتداد ما يقرب من خمسة عشر عاما.. ومن موقعين هامين ذات علاقة مباشرة ومتفاعلة مع النتاج الأدبي والإبداعي والفني هما اتحاد الأدباء وملحق الثورة الثقافي أكاد أجزم حقا أن ما تطرحه وتدل عليه المعطيات والواقع من نتاج ثقافي حقيقي أكبر مما نتصور وأغنى مما هو ظاهر وأصدق وأجدر وأجدى من كثير يدب على المنابر الإعلامية والثقافية المعروفة.. فهناك الكثيرون والكثيرون جدا من المبدعين الشباب وحتى غير الشباب الذين لم تخدمهم الظروف والعلاقات وربما عدم الخبرة أيضا في التعامل مع الواقع ووسائله وانعدام الخبرة للتعريف بالنفس والوصول إلى المنابر الإعلامية والثقافية..
* وكلما أتيحت الفرصة للاطلاع والتأمل وهي بالطبع متاحة بل ومغرية وجدنا أن في تفاصيل الواقع ما هو أصدق وأبلغ مما أقوله هنا.. وأن النتاج الإبداعي الذي يزخر به الوطن من عقد لآخر ومن سنة لما بعدها كفيل بجعلنا نجزم بأن في جيوب ومخابئ هذا الوطن من الثروات الإبداعية والثقافية ما يخولنا لأن نقدم أنفسنا بشكل مشرöف وأن نفخر ونفاخر أمام الشعوب الأخرى.. بطريقة ليست مهيأة ولا متاحة إن لم يكن لكل الشعوب التي تندرج تحت عنوان الثقافية العالمية الشاملة فعلى مستوى ثقافتنا العربية بشكل خاص..
* في الأخير لست هنا في مكان المزايد المتعالي وليس ما أكتبه أو أقوله أو إجمالا ما أدعيه من أجل حاجة أو غاية شخصية أود تحقيقها أو الانتفاع من عوائدها بقدر ما هو شيء من غيرة على تلك المواهب والعطاءات الهامة والكبيرة التي هي في أمس الحاجة إلى لفتة بل لفتات كثيرة من الاهتمام لتضاف إلى رصيدنا الوطني الجمعي من ناحية ولتعطى حقها وتقديرها المناسبين لمستوى ما تضيفه وما تمثله أو ستمثله للوطن من ثروة أغلى من كل الثروات المادية.