دعوة للتفاؤل
عبدالله علي النويرة
ALNWOIRAH3@GmaIL.COM
قد لا يدرك البعض أننا في هذه الأيام نعيش مرحلة جديدة يتم فيها إعادة صياغة اليمن وأننا نعيش في مرحلة تاريخية لها ما بعدها ونجد أن هناك إرهاصات لا تخطئن العين تدل على أن يمنا جديدا قد بدأ بالتشكل والتبلور وأن لهذه الأيام بصمة تاريخية قد تعيد لليمن رونقه وعزه وسعادة أبنائه فيما لو خلصت النيات واستمر العلم بصدق وإخلاص لاستكمال المشروع النهضوي الذي يتم تبنيه من قبل النخبة القائدة التي تقود البلاد إلى بر الأمان.
هناك فئة من المواطنين يتوجسون خيفة مما يحصل حولهم وتجد أن الكثيرين منهم يشعرون بأن ما يحصل قد لا يوصل الوطن إلى بر الأمان ويحق لهم ذلك لأن هذا الأمر يرتبط بمصير الأمة ومن حق الجميع أن يخشى على حياته وحياة أبنائه وأحفاده, والكثير يتساءل كيف سيكون المستقبل¿
إننا أحوج ما نكون في هذه الأيام إلى زرع البسمة على شفاه المواطنين من خلال نشر ثقافة التفاؤل والتأكيد على أن الغد سيكون أفضل من اليوم بكل تأكيد وأن الأسوأ قد ذهب والآتي سيكون مشرقا بكل أمل, ذلك أن الجميع يدرك أن البديل لما حصل الآن من توافق هو بديل مظلم وأن لا أحد سينجو من أتون الحريق لو أن الأمور خرجت عن السيطرة وأن الكل سيكون خاسرا بكل تأكيد.
إننا نعيش هذه الأيام أيام مفصلية في تاريخ اليمن المعاصر وهي لحظات تاريخية قد لا يدرك ضخامتها وتاريخيتها البعض ولكننا بكل تأكيد نسطر تاريخ أمة سلبا أو إيجابيا, وهذا بكل تأكيد يحملنا مسئولية تاريخية أمام الأجيال القادمة التي من حقها أن تحاسبنا إذا ما قصرنا في اغتنام هذه الفرصة التاريخية التي يندر وجود مثلها في التاريخ ذلك أن تاريخ الشعوب يتم تسطيرها في لحظات تاريخية لا تتكرر فإذا ما قصر الجيل الذي يعيش تلك المرحلة فإنه يكون قد جنى على نفسه وعلى الأجيال التي تليه والتي سوف تحاكمه على التقصير.
إن الأمل في الله لا حدود له وعلى الجميع استشعار المسئولية الكاملة في سبيل إخراج الوطن من أتون الفوضى والفساد والوصول به إلى مصاف الدول التي يعيش فيها المواطن آمنا على نفسه وماله ويعيش بكرامة بعيدا عن الذل الناتج عن الفساد والمحسوبية والطبقية المقيتة وهذا هو حلم كل مواطن يعيش على هذه الأرض الطاهرة.
هي دعوة للتفاؤل المبني على الإخلاص في العمل الذي يوصل الوطن إلى بر الأمان وهذا لن يأتي بالتفاؤل فقط بل بالعمل من قبل الجميع في اتجاه واحد فقط هو اتجاه وحدة اليمن واستقلالها وتكامل مكوناتها أيا كانت مسمياتها والقبول بالآخر والتعامل مع الواقع بعيدا عن المزايدات والأنانية وحب الذات والبعد عن قاعدة (علي وعلى أعدائي يارب).
حفظ الله الوطن من كل مكروه ووفقنا للتقارب فيما بيننا وبما يضمن سلامة الوطن من عائدات الزمن, إن الله على كل شيء قدير.