العم رياض …..

عبد الرحمن بجاش

 - أنا من الذين يؤمنون بتعاقب الأجيال , وبأن الإنسان لا يخلد , وبأن كرسي الوظيفة العالية يشبه كرسي الحلاق مع الاحترام والتقدير لكل الحلاقين من يصلون لرزقهم بتعب وجهد مبذولين , ويكفيهم أن الناس يخرجون من لديهم  ليس كما يدخلون, وتبعا لتقدير كل جيل لمن سبقه فيص
عبد الرحمن بجاش –

أنا من الذين يؤمنون بتعاقب الأجيال , وبأن الإنسان لا يخلد , وبأن كرسي الوظيفة العالية يشبه كرسي الحلاق مع الاحترام والتقدير لكل الحلاقين من يصلون لرزقهم بتعب وجهد مبذولين , ويكفيهم أن الناس يخرجون من لديهم ليس كما يدخلون, وتبعا لتقدير كل جيل لمن سبقه فيصبح من المحتم والواجب الاخلاقي أن يشكر اللاحقون سابقيهم . رياض أو كما يحلو لهذه الصحيفة لسنوات طويلة أن تنادي أحد الرواد ممن تعلمنا منهم بلقبه المستحق إنسانيا ( يا عم رياض ) وعلى الصعيد المهني ( الأستاذ رياض شمسان ) نسيب عبدالله فاضل ذلك المرحوم المبجل من له بصمات على جدار الكلمة المهابة المحترمة , وأنا ممن يحترمون هذا العم الأستاذ, الفوضوي ,الفضول, من يحترم الوقت ,المنظم, المصايح ,الحنون ,العطوف على من حوله ,من ظل طوال سنواتنا يطفىء حرائق الزملاء, صاحب المكتب في الصحيفة الوحيد الذي ينبعث منه روائح البخور العدني قل نفس رياض حينا ندعوه منفردا , ومن عدن إلى صنعاء حيث (الشروق) صحيفته الخاصة التي وزعت الحب وتوزعه روح رياض على الناس . رياض حينما تسمع صوته عاليا فاعلم أن عمك رياض ( طفران ) وحين يرسل اليك من يقول لك رياض يقلك ( يا بن عمتي لا تتدخل خلي رياض يطلع المصروف ) فاصمت واحترم رغبته , وحين تهدأ الدنيا فاعلم أن عمك رياض قد دبر أمره , وعندما ترى من حولك من الزملاء من أدمنوا مكتبه يبتسمون فاعلم ان عمهم رياض قد استلم ( وطير ) بكل ما في الجيب بان دبر أمر كل من حوله ( من اغنيائهم لفقرائهم ) وما تبقى فيرسل من يشتري أجود أنواع القات ثم يبدأ التوزيع من البوابة , لم اعرف حتى نفسي بمثل كرم رياض , ولو أدرت المؤشر على خانة والدته رحمها الله فلم أر إنسانا بارا بأمه مثل رياض , وحين ترى عينيه تدمعان فاعلم ان الوالده تعاني من وعكة ما , وحين يقولون لك رياض سافر فعليك ألا تسأل إلى أين فقد سافر إلى الوالده , وعندما تلحظ رقمه على جوالك فاعلم أن عمك رياض لن يأتي ذلك اليوم , يأتي صوته ضاحكا (يا ابن عمتي اليوم عيد ميلادي وسأقضيه مع أم الأولاد) , ورياض من تعلمت منه احترام الوقت , إذ لو فكر ألا يأتي إلى العمل فلا بد ان يستأذن ليس رهبة منك كمسؤول بل احتراما للوقت ولقيم العمل ويرسل لك جدولا بمواد اليوم أو الأيام التي سيغيبه وما اندرها ( هكذا تعلم من الانجليز ) وتعلمت منه واحترمته , ورياض حنون على من حوله فقط ينتشر خبر أن فلانا من الزملاء مريض فاعلم ان أول باقة ورد تذهب اليه من (عمك رياض) وإذا تزوج احدهم ولاحظت أن رياض تأخر فيأتي إليك ( رحتوا ياابن عمتي وحضرت عرس فلان واعتذرت لكم ) , واذا أردت فاعلم أنه يرعى بنات أبيه إلى العزاعز من الزوجة الأولى وابنائهن , وتراه يدمع إذا سمع بمرض إحداهن أو إذا حصل لأحد أولادهن أي مكروه . رياض شمسان لا يتذكر أين تعارفنا قبل أن نتزامل سأذكره ( ذات صباح أمام مستودع الشرق الأوسط ) في شارع علي عبد المغني , وبرغم مرور كل الاعوام فلا يزال رياض شابا جسدا وأكثر شبابا روحا , هو من الرعيل الاول لا يزال يزرع الحب , وانا هنا لا أعطيه إلا ما يستحق ضمن مقررات دولة الوفاء التي نتمنى أن يؤسس لها توازيا مع اليمن الجديد , فبالاخلاق تبنى حياة الامم ولنا مثل وقدوة رسول الله الأعظم محمد ابن عبدالله الصادق الأمين ( انما بعثت لاتمم مكارم الأخلاق ) , وحين نعطي لرياض بعض حقه علينا فلسبب وجيه ان يعطينا ما نستحقه من يأتون من بعدنا ….غير هذا الطريق لن يكون للحياة طعمها …..نرفع لك أيادينا احتراما يا عم رياض ….ونسجل لك التقدير فلقد تعلمنا منك ….وأطال الله في عمرك ….

قد يعجبك ايضا