اليمن تحارب اليمن (4)
فكري قاسم
إنها لمكافأة رديئة للثورة وللجمهورية وللوحدة ان نعيش حياتنا كلها ونحن نتقاتل ونتطاحن من أجل الثورة والجمهورية والوحدة .
***
وضعت حرب صيف 1994 أوزارها وذهب شركاء الوحدة في الجب.
لكن 23 عاما من تعميد الوحدة بالدم والبارود (!) غيرت ملامح عدن وعددا من محافظات الجنوب غير أن شيئا من ملامح الحرب لا يزال واقفا نصب عينيك رغم أنفك كما لو أنها محاولة ساذجة من شأنها ان تذكر الناس بهزيمة 7 يوليو.
الحب بين الناس لايحتاج إلى ذكريات لئيمة كهذه . ثم انه لا أحد يبتهج بذكرى الانتصار على أخيه وذاك الذي يوسع جراح الآخرين لإرضاء غروره لايمكن الاعتماد عليه كإنسان سوي إطلاقا.
لا بأس ينسى رجال السلطة الكثير من حماقاتهم – تماما – كما تنسى الحروب ضحاياها .. بيد ان الاتكاء على مهارة نسيان الناس لآثار الحروب لايساعد إطلاقا على النسيان . في علم السياسة تلعب الأطراف النافذة دور الخصومة ولايعيشونها في ما بينهم البين. نحن المواطنين المتعبين من نعيش الخصومة بحذافيرها بل اننا نبحث عنها بمثابرة كمن يبحث عن المجد .
في حياة اليمنيين عموما لاشيء يبقى ثابتا. تذهب صور وتجيء صور..الثابت الوحيد في كل صراعاتنا السياسية هي أن التعايش فكرة لم تنضج بعد.
***
إنه لمعيب علينا – كشعب – ان نقضي بقية حياتنا في هذه الحالة من الاستنفار .. البنادق مصوبة إلى رؤوس بعضنا بعض والأصابع ترتجف على الزناد.
Fekry19@gmail.com