عن الصمت..

محمد المساح


 - وحيدا أحمل غربتي أخبئها في محفظة سفري وأرحل كأبتي تتأكلني أتساءل عن هذا الليل الرابض في شوارع المدينة وأزقتها وحيدا أجلس في غرفتي في الخارج امرأة ترن ضحكاتها يتمايل جسدها ويهتز نهداها تبتعد فيعود الصمت وتعود
وحيدا أحمل غربتي أخبئها في محفظة سفري وأرحل كأبتي تتأكلني أتساءل عن هذا الليل الرابض في شوارع المدينة وأزقتها وحيدا أجلس في غرفتي في الخارج امرأة ترن ضحكاتها يتمايل جسدها ويهتز نهداها تبتعد فيعود الصمت وتعود الغربة وشاح أسود يلفني أرتمي في لحظة الكينونة الأولى أتكور في الكرسي الساكن بلا حراك.. أشعل لفافة تبغ أمجها أهمس لنفسي الغربة حزن والوحدة حزن أنظر إلى السرير وإلى الستائر المسدلة على النافذة أتمنى لو يتسلل النعاس إلى عيني أرتعش تقول ذاتي: أنت خائف.
الشوارع معتمة والليل طويل أصوات المارة تزيد من إحساسي بالغربة في الواجهة المقابلة أناس يتمايلون يتضاحكون يهزبون تداهمني صور الماضي تتربص بي هزائمي تتكرر ألمحة وهو قابع في الميناء يجمده الصقيع وترحل عيناه مع الدخان المتصاعد من سجائر البحارة كانت عيناه عالقتين في سارية سفينة كبيرة وكانت المدينة ما زالت مغمورة بالضباب في حين كانت السماء تمطر.. كم هي مؤلمة ساعة الوداع.. لكن الرحيل إلى تلك المدينة القائمة في الطرف الغربي بالقرب من أعمدة هرقل يبعث في نفسي شيئا من التعويض.
هامش: صالح سميا..
أخبار الأدب.

قد يعجبك ايضا