المعضلة اليمنية اقتصادية بامتياز

جمال عبدالحميد عبدالغني

 - كنت قد أشرت في التناولة السابقة إلى عناوين الأزمة الاقتصادية الراهنة والخانقة في اليمن والتي تصاعدت بخط متواز مع نمو غول الفساد المدمر الذي نما وترعرع منذ منتصف ثمانينيات القرن الماضي على الأقل ووصل إلى الذروة في بداية
جمال عبدالحميد عبدالغني –
كنت قد أشرت في التناولة السابقة إلى عناوين الأزمة الاقتصادية الراهنة والخانقة في اليمن والتي تصاعدت بخط متواز مع نمو غول الفساد المدمر الذي نما وترعرع منذ منتصف ثمانينيات القرن الماضي على الأقل ووصل إلى الذروة في بداية العقد الثاني من القرن الحالي وكان على وشك التراجع والتقهقر مع بداية الثورة الشبابية فبراير 2011م الا أن أحلام اليمنيين البسطاء أصيبت في مقتل بعد تدخل القوى الإقليمية وفرض حلول تجاهلت المشكلة الرئيسية والمتمثلة في الكابوس الاقتصادي الذي يعرف الجميع أنه لولا الفساد لما وصل إلى ما وصل إليه.
ولأن الضرائب تشكل العمود الفقري لأي اقتصاد ناجح في العالم فإنها للأسف تشكل نقطة الضعف الأبرز للاقتصاد اليمني ويعزي ذلك بشكل رئيسي لفساد كبار التجار اليمنيين ودخولهم في شراكات مباشرة مع رجال الحكم بل وموت ضمائر الغالبية العظمى منهم وهناك أسباب أخرى لضعف هذا المورد الهام والرافد الذي يفترض أن يكون الأبرز لموازنة الدولة منها هزالة المواد القانونية الضريبية وركاكة المواد الرادعة للمتهربين الضريبيين وضعف برامج التدريب للقائمين على تحصيل الضرائب وعدم الاهتمام بالكفاءات والقدرات الموجودة بل ومحاربتهم والاعتماد على المحاصصة الحزبية عند التعيين بغض النظر عن الكفاءة والنزاهة والتأهيل والتخصص ليس هذا فحسب بل وصل الأمر إلى حد صياغة قوانين جديدة توفر الحماية الكاملة للمتهمين وتحصين أعمالهم الدنيئة المرتكبة في حق الوطن والشعب اليمني كما ناقشنا ذلك قبل أكثر من عام عبر صحيفة الثورة الغراء ومن خلال أكثر من عشرين حلقة مطولة عن مواد الإفساد الكارثية في القانون رقم 17 2010م هذا القانون الذي تم إقراره والاستعجال بإصداره حتى قبل موعده وذلك عند ما بدأت ثورة تونس ووصلت شرارتها إلى بعض البلدان العربية ومنها اليمن ذلك القانون المسيخ والهزيل الذي راهن الكثير على أن كبار التجار هم من صاغوه وليس خبراء الضرائب.
نداء إلى كبار التجار قبل الدخول في التفاصيل
أناشدكم يا كبار التجار في البلد يا من أصبحتم أباطرة في اليمن وانتشرت استمارتكم وأموالكم في العالم أجمع والكل وانتم بالذات تعلمون أن هذا التضخم ناتج عن سرقة حقوق الشعب والدولة من الضرائب بل إن خوفكم من أن يأتي نظام مخلص ووطني يسترد من بين مخالبكم وأبنائكم حقوق الشعب المسروقة منذ سنوات هذا الخوف يدفعكم لتهريب الأموال إلى الخارج اعلموا أنكم بأعمالكم هذه تسرقون الرغيف من أفواه المساكين وتستحوذون على فرص العمل الممكنة للشباب وتحولون الشعب إلى متسول كبير وللحديث بقية .

*رئيس المنتدى
الوطني لمكافحة الفساد

قد يعجبك ايضا