كتاب (الوثائق السياسية اليمنية من قبيل الإسلام إلى سنة 332هـ):

محمد محمد العرشي



صفحات مشرقة لشعب عريق
 محمد محمد العرشي

المقدمة:أخي القارئ الكريم.. أحببت أن أتحفك من على منبر هذه الصحيفة بتعريف أحد الكتب التي تعرضت للوثائق السياسية ليمننا الموحد في شماله وجنوبه وشرقه وغربه في فترة ما قبل الإسلام وبعده إلى عام 332هـ وقد قام بجمع هذه الوثائق وتحقيقها القاضي المؤرخ محمد بن علي الأكوع (1321ــ1419هـ) وقد جمع فيها المئات من الوثائق شملت الفترات التاريخية من قبل الإسلام وعصر النبوة وعصر الخلفاء الراشدين والدولة الأموية إلى عام 332هـ.والطبعة الأولى حقوقها محفوظة لدار الحرية للطباعة في بغداد عام (1396هـ – 1976م) صدرت هذه الطبعة من الكتاب في (317)صفحة قام القاضي محمد علي الأكوع بوضع مقدمة لهذا الكتاب تتكون من (13صفحة) ذكر فيها مراحل إعداده لهذا الكتاب وكيفية الحصول على هذه الوثائقوقد قسم الكتاب عدة أقسام هي: (القسم الأول: عهود ما قبل الإسلام القسم الثاني: للعهد النبوي بعد الهجرة القسم الثالث: عهود الخلافة الراشدة القسم الرابع: فيما عثر عليه من هذه الوثائق في الدولة الأموية والدولة العباسية) ثم تلاها بعدد من الملاحق.

وهذه الوثائق تتعرض للعديد من الحقائق الهامة والتي تتمثل:
أولا: تشير الوثيقة الأولى إلى إيمان اليمنيين بالعدالة والمساواة بين المواطنين في الحقوق والواجبات قبل الإسلام مما أسهم في بناء الحضارة اليمنية التي اتسمت بالنزعة الإنسانية في الحرية للمواطنين..
ثانيا:تشير الوثيقة الثانية المنقولة عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه أن اليمنيين كانوا على يد واحدة وأن المجتمع اليمني متكاتف فيما بين أفراده صغيرا وكبيرا.
ثالثا: تشير الوثيقة (الثالثة) إلى العدالة التي كانت في المجتمع اليمني قبل الإسلام وأن الناس متساوين أمام الملك أسعد بن تبع. وعلى القارئ الكريم أن يتمعن في نص هذه الوثيقة إلى الأسس التي ارتكز عليها أسعد تبع في معاملته لأبناء اليمن..
رابعا: أشارت هذه الوثيقة إلى ارتباط اليمنيين بالدعوات السماوية من قبل الإسلام بعدة قرون..
خامسا: الوثيقة الرابعة التي تطرقت إلى حلف همدان والأبناء وقد استقاها القاضي محمد علي الأكوع من كتاب الرازي وهي تشير إلى حلف همدان بجناحيها حاشد وبكيل والأبناء وهم الذين وفدوا مع سيف بن ذي يزن لنصرته ضد الأحباش..
سادسا: الوثيقة السادسة وهي خطبة لخليفة رسول الله أبوبكر الصديق بعد توليه أمر المسلمين وهذه الخطبة تعتبر أول بيان سياسي في الإسلام.
ولا شك أن الوثائق التي تضمنها مقالنا هذا تشير إلى ما عرفته اليمن من الأحلاف والوثائق السياسية التي تحدد علاقة اليمن مع جيرانها وعلاقة اليمنيينببعضهم البعض وحقوق المواطنة المتساوية بينهم…
من الوثائق الواردة في كتاب (الوثائق السياسية اليمنية من قبيل الإسلام
إلى سنة 332هـ)
الوثيقة الأولى:
تعود هذه الوثيقة إلى ما قبل الإسلام وقد أخذها المحقق من الدامغة لأبي الحسن بن أحمد الهمدانيوهي وثيقة تثبت عقد الحلف بين قبيلة نزار وبين اليمن وكان حاكم اليمن في ذلك التاريخ تبع حسان وكان سبب تحرير هذه الوثيقة أن عوف بن ربيعة من نزار رأى في منامه رجلا قد دخل عليه بيته وحثه على أن يذهب إلى اليمن وإلى ملكها تبع بن حسانفقام على الفور واصطحب معه العديد من قومه وذهب إلى اليمن وقابل ملك اليمن الذي وحد اليمن شماله وجنوبه وشرقه وغربه في ذلك التاريخ وأنشده الأبيات التالية:
الآ يا خير خلق الله تبع بن حسان
ويا ابن التبع الأسعد والتبع ذي الشان
ويا ابن السادة الأخيار – والفكاك للعاني
ويا ابن المالك الأملاك من أولاد قحطان
ويا أهل الشرف الأقدم صدقا غير بهتان
ملوك الناس والسادة في أول أزمان
اتيناك لحلف فافعل الخير لجيران
وأنت المرتضى علما وأنت الهادم الباني
وأنت الثقة الموفى غير الجائر الواني
وقد أومن منك السرب والمحتقر الحاني
وأصبحت قومي منك في حرز وإيمان
ولما سمع الملك تبع بن حسان أبيات عوف بن ربيعة أمر بأن يعقد الحلف بين اليمن ونزار وقد أورد المحقق القاضي محمد بن علي الأكوع الحوالي نص الحلف في هذا الكتاب في صفحة رقم(30) نورد منه الأتي:
“باسمك الله.. هذا ما احتلف عليه اليمن وربيعة بن نزار واحتلفوا على سواء السواء على النصر والإخاء ما احتذى رجل حذى وما راح مرح غدا وما اختلف السواد والبياض والسبöاخ والرياض والجرة والدرة حلفا يرويه الأخيار عن الأخيار والأشرار عن الأشرار والصغار عن الكبار… حلفهم هذا مزكى محفوظ مرضي بأمر العلي ما طلعت شمس وما غربت وما لمعت نجوم وما أفلت خلطوا عليه دماءهم عند مليك أرضهم… الع

قد يعجبك ايضا