قائد حكيم وشعب متطلع

حمدي دوبلة


 - احيانا تشفق على الرئيس هادي وأنت تقف على حجم التحديات والأزمات والأحداث المتسارعة التي تعج بها الساحة الوطنية.

احيانا تشفق على الرئيس هادي وأنت تقف على حجم التحديات والأزمات والأحداث المتسارعة التي تعج بها الساحة الوطنية.
لكن الرجل الذي جاءته السلطة في زمن لم يعد فيه لكرسي الزعامة ذلك البريق الآخاذ بل مكان يزهد فيه الجميع يثبت يوما بعد يوم ومرحلة إثر أخرى بأنه المنقذ الحكيم والربان المتمرس لسفينة الوطن التي وجدت نفسها وسط اعاصير عاتية وتيارات شديدة متلاطمة الأمواج لا ولن يجيد التعامل معها إلا من تسلح بإرادة صلبة لا تلين وبإيمان عميق بعدالة القضية الكبرى وسمو الهدف الوطني العظيم وإذا به يتجاوز تباعا وبنجاح مشهود مختلف العقبات والعراقيل الواقعية والمفتعلة بحنكة واقتدار وحكمة كانت وما تزال محط اعجاب وثناء العالم أجمع.
وبعيدا عن التغني بإنجازات العهد الجديد أو التباكي على النعيم المفقود فإن هناك حقائق ساطعة ليس من الانصاف تجاهلها أو غمطها فهذا القائد «الفدائي» الذي لبى نداء وطنه وشعبه ساعة الخطب والشدة وهو الذي ورث تركة مهولة من المشكلات المعقدة والأزمات المستعصية بفعل اخطاء وتجاوزات عقود طويلة من الزمن يتمكن وخلال فترة قصيرة لا تساوي شيئا إذا ما قيست بأعمار الشعوب والمجتمعات وبهدوء وروية دون تهور أو تسرع من تضميد العديد من الجراحات النازفة على امتداد الوطن اليمني الذي كادت أن تودي به رياح الربيع العربي وتداعياتها المزلزلة إلى مهاوي الفرقة والشتات والانزلاق إلى متاهات الصراعات المقيتة بين أبناء الشعب الواحد.
لقد كان الكثير من المراقبين وقادة القوى السياسية في الساحة المحلية وخارجها يعيبون على الرئيس هادي عقب تسلمه زمام السلطة تأخره في اتخاذ القرارات والاجراءات الحاسمة في قضايا جوهرية ومصيرية في عملية التحول السلمي الحضاري الذي تشهده البلاد وإذا بتلك الخطوات المنتظرة وخاصة فيما يتعلق بتوحيد مؤسستي الجيش والأمن وإعادة هيكلة المؤسسة العسكرية تأتي في وقتها المناسب ليشهد الجميع حينها بحكمة الرجل ونظرته الثاقبة التي تضع الوطن ومصالح ابنائه في مقدمة الاعتبارات في كل ما يتخذه من اجراءات على درب مسيرة التغيير السلمي وعلى قاعدة لا غالب ولا مغلوب أو منتصر أو مهزوم لهذا الطرف أو ذاك من فرقاء السياسة ومراكز القوى المتعددة المصالح والايديولوجيات الفكرية والعقائدية وبما يضمن الخروج المشرف للجميع.
وبطبيعة مجريات الاحداث فإن الرئيس هادي وبرغم ما يحظى به من دعم اقليمي ودولي غير مسبوق في تاريخ اليمن فإنه يراهن على ما يبدو في كل خطواته العملية في تنفيذ مضامين وبنود التسوية التاريخية على دعم الشعب اليمني الذي بات يرى في رئيسه معبرا صادقا عن آماله وطموحاته في التغيير إلى الأفضل والوصول بالأمن إلى الدولة المنشودة التي توفر الأمن والاستقرار والعيش الكريم لكل فئات المجتمع دون تهميش أو اقصاء أو اجحاف بحق أحد من أبناء هذه البلاد التي سئمت من الصراعات والمكايدات ومساعي مراكز القوى والنفوذ السياسي والاجتماعي للاستئثار بالسلطة والثروة وكل شيء على حساب الشعب اليمني الذي ساقته الاقدار إلى فرصة تاريخية لن تتكرر ابدا لمعالجة كل اثار الماضي والانطلاق قدما وبخطى واثقة لمعانقة المستقبل الجديد القائم على أسس علمية حديثة في إدارة الشأن السياسي والتنموي والخدمي في ظل وطن مستقر وموحد.
ويبدو أن الرئيس هادي قد أفلح في اختياره الاستقواء بإرادة الشعب وتطلعات الجماهير منذ يومه الأول في السلطة وتجنب الاخطاء التي وقع فيها قادة سابقون عندما ركنوا إلى مراكز نفوذ عسكرية وقبلية للحفاظ على سلطاتهم بعيدا عن الشعب وتطلعاته فكان أن تهاوى ذلك السلطان بمجرد أن تلك القوى لم يعد يروقها أداء هذا الرئيس أو ذاك.
وها هو لسان حال الشعب المتطلع إلى التقدم والازدهار والحياة الكريمة والالتحاق بركب الدول والشعوب الأخرى يخاطب رئيسه الهادي الذي بات يعبر عن ضميره وتطلعاته بالقول: «سر على درب المستقبل المأمول فلست وحدك بالتأكيد».

قد يعجبك ايضا