البيئة ….تعز نموذجا !!!!

عبدالرحمن بجاش


 -      
امتع عيني بلقطة لتعز قبل الغروب اظهرت الجمال الرباني في قمة الاعروس , ضباب يدفئ القمم , واضواء من كل الوان الطيف حتى ليخيل اليك انك ترى هونج كونج !!, على كل حال فكاميرات الديجتال تلتقط الالوان التي تحدثها (هثالل) الماء الهاطل من السماء مهما

امتع عيني بلقطة لتعز قبل الغروب اظهرت الجمال الرباني في قمة الاعروس , ضباب يدفئ القمم , واضواء من كل الوان الطيف حتى ليخيل اليك انك ترى هونج كونج !!, على كل حال فكاميرات الديجتال تلتقط الالوان التي تحدثها (هثالل) الماء الهاطل من السماء مهما كانت نتف صغيرة!! فغابت العيوب , في مقدمة الصورة التي التقطتها عين جميلة تظهر مدرسة الثورة الثانوية التي بنتها مصر اوائل الستينيات في المصلى , يومها كانت ترى من كل الجهات , وحين هبطت العشوائية من السماء وازدحم الكون تم مضايقتها حتى ضاعت !! تظهر في الصورة فصول إضافية جرى بناؤها في جانب من الساحة , وعلى كل حال حين تمر بجانبها ستشاهد أن مقدمتها المطلة على شارع جمال بنيت دكاكين أو مخازن لا فرق !!! وجزء لمكتب التربية, فضاع جمال وجمالها وساحتها وتحولت الى مجرد مبنى من المباني !!, وكلما توغلت في الواقع ستكره نفسك وأنت تسير في شوارع الحالمة التي حولوها الى (حانبة) بامتياز, وانا الآخر أحنب , إذ كلما اعود الى روحي في حافة اسحاق اجد ان مالك بيتنا القديم عمد إلى إحاطة المثلث الصغير الذي كنا نلعب به بسور لتضيع معالمه و تدري انه تصرف كذلك من الخوف من أن يأتي احدهم وينهب المساحة!! وألاحظ دائما أن المساحات الخالية في الحارة حشرت بالمباني فلا يعود امام المار والساكن إلا أن يتقاسم مع جاره الهواء للتنفس ( لي قليل ولك قليل), وتعز الجميلة عمقها, شوه شكلها واضحت انعكاسا للعبث المتمثل في تغييب تخطيط كان مطلوبا لكي يحافظ حتى على الشجرة التي عرفتنا وعرفناها امام دكان عبد الله مهيوب ابو الحلاوة الذي كان كائنا تحت مدرسة ناصر فهدم المبنى وانتزعت الشجرة, كما انتزعت المدرسة الاحمدية من جذورها !!!, قال عبد الرحمن شائف : تتحول المدينة وخاصة شارع جمال الى محطه للديزل والى (صعد) ترتفع منه كل انواع الدخان من مترات, وسيارات تسير بالديزل, وحرائق القمائم, وروائح تنبعث من اسواق السمك و روائح أجساد المارة الملتصقين ببعضهم نتيجة ضيق الطريق , قلت: وانا احس بعد العودة من زيارة حافتي أن كتفي غادرا جسدي من كثرة الاحتكاك بالمارة!!, تعز التي لم تخطط تحولت الى نموذج بشع لتشوه البيئة , وتداخل كل شيء بكل شيء, ما يوجب القول الآن على صعوبة الأمر ايقاف أي بناء جديد في الجزء المكتظ, ودفع الناس وهو ما كان مفترضا من زمان الى الجند وما حولها بشرط أن لا يوضع حجر على حجر الا بتخطيط , مع الأخذ بعين الاعتبار ترك مساحات خالية تخضر بخضرة الطبيعة وزراعة جديد الاشجار والشجيرات , ليتنفس الانسان والمدينة , فأهل صبر الآن يتنفسون عوادم كل شيء البشر والآلات وسوء تصرف الانسان , والبيئة من حول تعز المدينة ايضا دمرت , وخذ الضباب نموذجا , فلم يعد ماؤه سكابا كما هو وادي ضباب الفضول …..,هل بإمكان الأطفال أن يحلموا بمدينة اخرى نقية الهواء في ظل القادم الجديد¿¿ … نريد تعز حالمة وصنعاء مستيقظة وعدن مدينة بلا سياسة … والحديدة وقد استعادت اعتبارها , وصعدة مدينة للتعايش …..

قد يعجبك ايضا