لما العجلة !!

عبدالحليم سيف


 - اليمن إلى أين¿ هذا السؤال الذائع  سبق وأن طرحه اليمنيون على أنفسهم  وعلى أصدقائهم ألف مرة  قبل وأثناء انعقاد مؤتمر الحوار الوطني الشامل في الثامن عشر من مارس 2013
اليمن إلى أين¿ هذا السؤال الذائع سبق وأن طرحه اليمنيون على أنفسهم وعلى أصدقائهم ألف مرة قبل وأثناء انعقاد مؤتمر الحوار الوطني الشامل في الثامن عشر من مارس 2013 وكان معبرا عن حيرة ناتجة عن التورم المتزايد في مواقف أطراف وقوى عملت على تقطيع الوقت بهدف وأد العملية السلمية لجعل البلد داخل ثلاجة الجمود العبثي ووضعها على “نار” الــلاحل لربما بحثا عن تكتيكات خاطئة عصية على الفهم ورغم أن الأحداث الخطيرة كانت تشير إلى أن المؤتمر ذاهب إلى الفشل فإن الوقائع قادت إلى التوافق والخروج بنتائج تلبي طموحات وتطلعات الشعب اليمني والأهم أن ذاك السؤال التقليدي مازال اليوم ملحا وإن بصيغة أخرى .. هل يدخل اليمن بعد نجاح الحوار بداية مرحلة جديدة لإنهاء أزماته المتفجرة منذ نصف قرن¿
الثابت حتى اللحظة أن هناك سقفا واحدا يجتمع تحته وحوله رغبة شعبية جامحة وتفاعلات إقليمية ودولية ايجابية معلنة لمساعدة اليمن ودفعه نحو ترجمة استحقاقات المرحلة الانتقالية على الأرض والتي من شأنها رسم ملامح المرحلة المقبلة وآفاقها وتهيئة الساحة لمواجهة المنعطف الحاسم باتجاه المستقبل المنشود وهذا يتطلب من بين أمور كثيرة اتخاذ قرارات شجاعة صارمة بحجم التحديات الداهمة والأخطار المحيقة وعلى رأسها استعادة سيادة الدولة وفرض هيبتها وإحكام سيطرتها على كامل التراب اليمني والبدء بإطفاء حرائق الاقتتال الداخلي في شمال الوطن ومنع تورط بعض المغامرين في خوض حروب إقليمية بالوكالة لن تكون في مصلحة اليمن بقدر ما ستهلك من يجعل نفسه أدوات رخيصة بيد قوى خارجية تتربص باليمن ووحدته وحاضره ومستقبله قوى لا هم لها سوى التفكير بمشاريعها التوسعية ولنا عبرة لما يحدث في العراق وسوريا ولبنان وليبيا ومصر والصومال وتونس وفلسطين والسودان من دمار شامل سيطال يوما كل من يخطط لتمزيقنا إلى إقطاعيات وكنتونات لا حياة فيها .
وفي هذا الإطار المفتوح ثمة مطالب شعبية عاجلة تفرضها تطورات اللحظة تتمثل في تجريم حمل السلاح واستخدام العنف بغية تحقيق مكاسب سياسية بالقوة وضرورة نزع الترسانة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة من أسلحة المليشيات والجماعات والأحزاب والفئات المختلفة بقوة القانون علاوة على اتخاذ طائفة من الإجراءات القانونية والإدارية من اجل إرساء قواعد للتعايش المشترك والقبول بالآخر وإشاعة روح التسامح والمصالحة وإعمال العقل والمنطق وتغليب صوت الحكمة واعتماد لغة الحوار والوفاق انطلاقا من قاعدة الانصهار الوطني الذي يقدم المصلحة العامة للشعب والانتماء لليمن على ما عداها من مشاريع فئوية وذاتية ضيقة.. لا مستقبل لها إلا في توابيت أحلام الموتى.
وإذا انتقلنا في هذه السطور العجلى من تحسس مواقعنا المكفهرة .. إلى كيفية الخروج من الوضع الخطر فإنه يتعين علي أن انوه إلى ضرورة تحرك الأغلبية العظمى الصابرة والصامتة من شعبنا وعليها أن تخرج من متاهات الزمن الماضي لتنهض من موقع الانتظار بحسها الوطني وغيرتها اليمنية نحو قطع الخوف من الآتي بحيث تقف مساندة للقيادة السياسية برئاسة الرئيس هادي لتمارس ضغوطها المشروعة وبمختلف الوسائل الحضارية على كافة الأطراف السياسية الملتزمة بتنفيذ مخرجات الحوار الوطني والتي عليها أن تثبت صدق نواياها المعلنة يوميا وتبادر فورا بتطبيق وثيقة الضمانات دون التفاف ومناورات لأن ما يجري الآن من اقتتال دموي بأسلحة ثقيلة ومتوسطة بين إخوة في الوطن ليس محدود القيمة والـتأثير على منطقة بعينها أو اعتباره تصفية حسابات بين حلفاء الأمس وخصوم اليوم بل مقدمات لما هو أسوأ وهو ما لا نتمناه لوطننا وشعبنا!!

قد يعجبك ايضا