الأستاذ
حسين العواضي
> للألقاب جلال ومهابة حين تطلق على من يستحقها وتبدو رثة بائسة حين يتزين بها من لا يستحقها ولاتستحقه.
> والالقاب لا تصنع المجد مهما عرضت فالأشخاص هم من يمنحون الالقاب بريقها وعلو مكانتها بما يفعلون وينجزون وبما يتحلون من صفات الخلق والمثابرة والتواضع والعلم والمعرفة.
> هناك أشخاص يتحملون من الألقاب أثقلها وأطولها ويرصون قبل اسمائهم وبعدها وفوقها وتحتها ركاما ثقيلا من هذه الالقاب الزائفة لكنهم لا يفلحون ولا يكبرون لا يرتفعون ولا ينجحون.
> وفي مراحل الانحطاط والابتزاز والغش وقلة الحياء تباع الالقاب في جولات المرور ومصلحة شؤون القبائل وجولات المرور وفي وسائل الاعلام وجامعات الشقق المفروشة.
> يتسابق الفاشلون والمحتالون وأصحاب السوابق على اغتصابها والعبث بقيمتها ومعناها.
> حتى صارت اليوم خاوية ذاوية بلا شأن ولا ثمن وانظروا حولكم ستجدون من الالقاب والملقبين ما يثير السخرية ويدعو للحزن والرثاء.
> والأستاذ لقب جليل مهاب وموقر يكتسب زهوه وبهاءه حين يطلق على شخص جدير به.
> وفي اطلاق لقب (الاستاذ) على المربي الفاضل الراحل الاثير عبدالله الذماري تكريم وتبجيل للقب والملقب وإنصاف لهذه الكلمة النبيلة التي فقدت عذوبتها وإيقاعها المهيب.
> تناغم وجدارة وعلاقة شرعية شريفة بين الطرفين.
> نذر الاستاذ الذماري كل حياته لمهنته وطلابه تربويا رائدا تخرجت على يديه اجيال متعاقبة حظيت برعايته وحسن تربيته حتى اصبحت من قادة المجتمع ونجومه.
> مثل الاستاذ الذماري -رحمه الله- القدوة في أروع معانيها وغرس في نفوس تلاميذه أنبل القيم وأزكاها.
> شفوق حنون بشوش حازم يجمع بين جد العارفين وتواضع العظماء يعطر المكان أينما حل بفيض لطفه وحسن معشره وسمو روحه وكرم يديه وبها منطقه وغزير معرفته.
> كان يدير مدرسة الايتام بأسلوب متفرد لا نفور فيه ولا تسلط يعيش بين طلابه ليل نهار يعرفهم بالاسماء والوجوه يحل مشاكلهم يرعاهم ويواسيهم وغالبا ما صحب المحتاجين منهم الى داره العامرة وغمرهم بكرمه وعطفه.
> جاءوا إلى مدرسة الأيتام من أنحاء اليمن أيتاما طامحين فتلقفتهم أياد بيضاء وقلوب نقية تحفزهم على المثابرة والتفوق وتحثهم على التعلم والنجاح والتحدي.
> لا زلت اذكر بكثير من التقدير والاعجاب تصرفاته النبيلة وعباراته المشجعة ونصائحه المخلصة مضت سنوات وعقود وحضوره الأليف لا يتوارى ولا يغيب.
> يوم ودعنا مدرسة الايتام في طابور البهجة والحماس متوجهين الى مدرسة الشعب الجديدة الانيقة نردد نشيد (زمجري بالنار يا أرض الوطن) اخترق صفوفنا يصرخ فينا ارفعوا رؤوسكم شامخة هذا يومكم أيها الأبناء الميامين.
> الأستاذ علي الهجان جزاه الله خير ما صنع أصدر كتابا منصفا عن الأستاذ الذماري جمع فيه مآثر الرجل مذكراته قصائده طرائفه ونصائحه.
> وفي الكتاب سطر زملاء الأستاذ وتلاميذه انطباعتهم وماعلق في ذاكرتهم من شذرات السيرة العطرة للراحل الفقيد.
> وحين يجد (الأمن القومي) مكانا أنسب وافسح يمكن لمدرسة الايتام أن تتحول إلى متحف تاريخي وعلمي يرصد واحدة من أنصع مراحل تاريخنا المعاصر.
> وحينها يستحق الأستاذ الذماري أن يخصص له قسما أو جناحا في مبنى المدرسة التي أدارها بكفاءة وحنكة وشغف واقتدار على مدار ثلاثة عقود وكان لطلابها نعم المربي والوالد والقدوة ونعم الصديق والأستاذ.