(المعضلة اليمنية اقتصادية بامتياز) أهملناها فتفاقمت.. (1-4)
جمال عبدالحميد عبدالمغني
جمال عبدالحميد عبدالمغني –
إذا لم نسلم بهذه الحقيقة فلن نتمكن من إعادة العافية لهذا البلد الجميل وسيكون من الصعب المحافظة على وحدة وتماسك هذا الوطن الجريح والمظلوم هذا الوطن الذي تنهش لحمه وحوش البرية المسعورة وأقصد بالوحوش المسعورة مجموعة العملاء وجهابذة الفساد وتجار الحروب ومصاصي الدماء ومراكز القوى العتيقة أو الناشئة… يا إلهي كم سيتحمل هذا الشعب¿!!
كما أشرنا المشكلة اقتصادية بحتة استفحلت بفعل التجاهل في البداية وبفعل الممارسة العلنية للفساد في مرحلة لاحقة وبفعل التقنين للفساد في المرحلة الأخيرة أي قبل حدوث الكارثة أو ما يشبه الانهيار والذي بدأت فصوله أواخر العام 2010م وبداية العام 2011م طبعا حتى لو لم تحدث ثورات الربيع العربي فإن الوضع في اليمن كان قابلا للانفجار في أي لحظة من العام 2011م لأن الوضع الاقتصادي في اليمن (سبب وصول منسوب الفساد إلى أعلى المعدلات وبالنتيجة وصول حالة السواد الأعظم من هذا الشعب إلى درجة المأساة بكل ما تحمله الكلمة من معنى) كان على فوهة بركان.
الحلول ليست صعبة إذا ما توفرت الإرادة القوية من الجميع لاستئصال هذه الظاهرة قبل أن يصبح البلد برمته في خبر كان.
نحن شعب منحنا الله وطنا جميلا وخيرا وصالحا لزراعة الكثير من المحاصيل الزراعية وفي جوفه الكثير من الثروات الطبيعية المتنوعة الكافية لتوفير العيش الكريم لأضعاف مضاعفة من سكانه الطيبين والذين يتميزون بخصائص فريدة قد لا تتوفر في شعب آخر ومنها مثلا: الإبداع والأمانة والصبر والرجولة وغير ذلك.
أيضا لدينا مورد اقتصادي هام يتمثل في ثروة سمكية لا مثيل لها حيث يمتد الساحل اليمني على مسافة تزيد على 2500م ناهيك عن الجزر اليمنية المتناثرة في البحر الأحمر والبحر العربي والمحيط الهندي والعالم يشهد بجودة الأسماك اليمنية ولا يمكن إغفال الكنوز النفسية من اللؤلؤ والمرجان في البحر الأحمر وكذلك البحر العربي هذه الثروات بحاجة فقط لتخطيط جيد لاستثمارها وتوظيف عائداتها لصالح التنمية وبناء الإنسان وتوفير العيش الكريم لكل أبناء الوطن من صعدة إلى المهرة على أساس العدل والمواطنة المتساوية.. ولدينا أيضا المورد الأهم والأكبر والذي يزيد كلما زاد العدد السكاني في أي بلد هذا المورد هو الضرائب الذي يعتبر في كل بلدان العالم المتقدöم والنامي كذلك هو المورد الآمن والمستدام وغير القابل للنضوب أو غير قابل للتأثر بأي تقلبات اقتصادية أو سياسية عالمية أو إقليمية لماذا¿ لأنه مورد يدفع من سكان البلد نفسها أي أنه طالما هناك سكان يعيشون ويأكلون ويشربون فلا بد من وجود ضرائب تدفع بشكل شهري وسنوي ولكن في بلادنا للأسف يتم سرقة 90% على أقل تقدير من هذه الثروة قبل وصولها للخزينة العامة… وللحديث بقية.
رئيس المنتدى الوطني لمكافحة الفساد