نحو دولة جديدة

حسين محمد ناصر


 - كل الإشادات والأحاديث الإيجابية التي قيلت وستقال عن مخرجات الحوار الوطني يجب أن تشكل الدافع الكبير للقيادة السياسية والأحزاب والمكونات السياسية الموقعة على ال
كل الإشادات والأحاديث الإيجابية التي قيلت وستقال عن مخرجات الحوار الوطني يجب أن تشكل الدافع الكبير للقيادة السياسية والأحزاب والمكونات السياسية الموقعة على الوثيقة لإحداث التغيير الحقيقي والجذري المنتظر في الأوضاع العامة للبلاد وقبل تلك الإشادات والأحاديث الايجابية المسموعة والمقروءة والمرئية الصادرة من الدول الشقيقة والصديقة والهيئات الدولية تبرز إرادة الشعب الصابر ورغبته الجامحة في أن يرى وضعا جديدا يعيش في ظله بأمن واستقرار وعلاقات وثقافة والنظام والقانون والعدالة والمواطنة المتساوية لا مكان فيه لعلاقات وعادات وثقافة الماضي المسورة بجدران الاستغلال والنهب والاستبداد والأفكار الاقطاعية.
إن الخروج بوثيقة وطنية – أي وثيقة- تقوم على تطلعات شعبية وتهدف إلى تأسيس وطن جديد بدولة عادلة بصرف النظر عن مسمياتها كان هدفا وطنيا منذ قيام ثورتي سبتمبر وأكتوبر المجيدتين ولذلك التفت جماهير الشعب حول وثيقتي أهداف الثورتين الطامحة بناء مجتمع يمني جديد وإزالة الفوارق الطبقية وبناء جيش حديث وتحقيق الوحدة الوطنية التفت حولها وجعلت منها الإطار النظري والدليل المضيء لمسيرتها النضالية منذ أكثر من خمسين عاما متمسكة بتلك المبادئ ومؤمنة بحتمية انتصارها في يوم ما وداعمة لكل قيادة وطنية تجعل من تلك الأهداف ووثائق الإجماع الوطني أسلوبا وغاية لها تحضنها من جانب وتحضن من جانب آخر التأييد والدعم الشعبي لتنفيذها على الواقع ولعل أبرز وأنصع دليل على ذلك هي فترة الزخم الوطني الكبير والالتفاف الشعبي المنقطع النظير والمنجزات العديدة التي شهدها الوطن اليمني إبان فترة وحكم الرئيسين سالم ربيع علي وابراهيم محمد الحمدي.
> إن صدق الإرادة ونقاء الضمير ووضوح الرؤية ونبل الهدف وتوفر النزاهة والحب المتبادل بين الشعب وقيادته هي الأساس المتين لأي نظام سياسي يطمح في بناء وطن جديد متطور تسوده راية العدل والمساواة ويتساوى مواطنه معنويا مع غيره من أشقائه العرب بل يزيد عليه تاريخا وحضارة!!
> لقد فتحت وثيقة الحوار الوطني الكثير من آفاق التقدم ورسمت ملامح غد جديد بعناوين مختلفة وكل ذلك يبدو مرتبطا بعمق الإيمان الحقيقي لمخرجاتها وصدق نوايا تنفيذها ليس برؤية الماضي وعقليته التي شبعت تخلفا ولكن بنظرة عصرية مستمدة من تطور العالم ومبادئه الإنسانية الخالية من علاقات العبودية والاستغلال ومظاهر النهب والطمع وثقافة الاقطاع الجائرة.
> الوطن أمام مفترق جديد وعلينا أن نختار بين حياة الأمس وأتراحها وحياة الغد وأفراحها وأن نحيا جميعا سواسية دونما تهميش لأحد أو طرف أو مكون سياسي طالما افتنع الجميع بالسير قدما إلى الأمام في إطار الدولة الاتحادية المنتظرة.

قد يعجبك ايضا