مديرية ذيبين المشهورة بثرواتها العلمية ومخطوطاتها النادرة
محمد محمد العرشي
أخي القارئ الكريم .. في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ بلادنا والعالم العربي والإسلامي التي تشهد ثورات وانقلابات لا عهد لنا بها منذ عدة قرون خلت علينا أن نرجع إلى تاريخ بلادنا وثرواتها العلمية والفكرية والتي كان لبلادنا السبق فيها قبل العديد من الدول في العصر الإسلامي ولاسيما التاريخ الفكري والعلمي بتراث المعتزلة سواء كان في اليمن أو في العراق وكيف أن اليمن احتضنته عبر القرونواحتضنت تراث المعتزلة في اليمن التي لاتزال أهم مخطوطاته موجودة في صنعاء إلى الآن وفي نفس الوقت يجب أن نرجع إلى تاريخ الصراع بين المطرفية الذين كان لهم اجتهاداتهم المستنيرة في القرنين السادس والسابع الهجري وكيف أفناهم الإمام عبدالله بن حمزة ويجب علينا أن نعرف الأسس الإجتهادية لفكر المطرفية والمبررات الفقهية التي استند إليها الإمام عبدالله بن حمزة في القضاء عليهم في جميع أنحاء اليمن ولا شك أن الصراع الفكري الاجتهادي بين فكر المعتزلة في اليمن والعراق واجتهادات علماء المطرفية في اليمن والذين هم أيضا علماء الزيدية كان له تأثير كبير في إيجاد الصراع بين المطرفية وبين الإمام عبدالله ومن أشهر علماء المطرفية شهاب بن مطرف وهو مؤسس مذهب المطرفية الذي عرف باسمه. وكان على مذهب الإمام الهادي يحيى بن الحسين في الفروع وكان في بداية أمره مزارعا فترك ما كان عليه في الاشتغال بالزراعة واستعان بشيء من ماله وخرج لطلب العلم في صنعاء وأحرز قدرا كبيرا منه ولا سيما في علم أصول الدين وقد أخذ عن علي بن شهúر وعن علي بن محفوظ عن الشيخ أحمد بن موسى الطبري عن المرتضى محمد بن الهادي عن الهادي. وينسب إلى مطرف قوله: (لا تحسبوا أننا أخذنا هذا العلم من الأوراق واعتقدنا وإنما أخذناه من بين شوارب الرجال) يريد الإسناد إلى الهادي. ولم يعرف تاريخ وفاته ومكان دفنه. وقد ذكر العلامة والمفكر الإسلامي الكبير الأستاذ/زيد بن علي الوزير– أطال الله عمره –في كتابه (حوار عن المطرفية الفöكر والمأساة) المطبوع من مركز التراث والبحوث اليمني الطبعة الأولى 1423هـ 2002م بأن المطرفية تذهب إلى القول بما يمكن تسميته بالبرمجة الإلهية للعناصر الأربعة (الماء والنار والتراب والهواء) وهي التي تتواجد منها الأشياء. وكان للزيدية المخترعة مدرسة. والعلامة جعفر بن أحمد بن يحيى بن عبد السلام البهلولي الأبناوي الذي كان شيخ الزيدية وعالمها ومحدثها ومتكلمهافي ذلك الوقت وكان من علماء المطرفية بينما كان والده من علماء الإسماعيلية ثم تحول القاضي جعفر من المطرفية إلى الهادوية (الزيدية) وقد توفي وقبر في هجرة سناع في بني مطر سنة 573هـ.
ونحن بحاجة إلى بحث متكامل ومحايد يشمل شخصية الإمام المرحوم عبدالله بن حمزة والأسس الفكرية التي بنى عليها اجتهاداته في القضاء على المطرفية وعلاقته بالمعتزلة في اليمن وعلاقتهم بالمعتزلة في العراق في ذلك الوقت وفي نفس الوقت يشمل البحث المرحوم جعفر بن أحمد يحيى عبدالسلام البهلولي.. وإنني أناشد الجامعات اليمنية والعربية والعالمية ومراكز البحوث في الدول العربية والإسلامية أن تتبنى دراسة فكرة المطرفية والأسس التي بنيت عليها اجتهاداتهم بصورة محايدة وذلك إنصافا للتاريخ…
مدينة ذيبين
مدينة شرقي خمر وشمال ريدة بمسافة 20كم. تقوم بين هضبتين كبيرتين حيث تطبق عليها الجبال من مختلف الجوانب منها جبل (ظفر) في الجانب الشرقي الجنوبي منها.
وذي بين منطقة مطبقة بها الجبال التي لا تخلو من الآثار. وفي أعلاها حصن كبير مرتفع يرى منه إلى جميع المحلات. ومن ناحية الجنوب الشرقي الجبل المسمى (ظفر) فيه آثار حميرية بالبناء العجيب والمناهل العديدة وهو فوق محل (بلسن) وبيت الورد. ومن جهة الشرق الشمالي حصن ظفار. ومناخ ذيبين حار في الصيف وبها كروم مشهورة وهو العنب المشهور بالعنب الجبري.
مديرية ذيبين
تقع مديرية ذيبين في محافظة عمران في الجزء الشرقي منها وتبعد عن العاصمة صنعاء بحوالي 94كم. يحدها من الشمال مديرية حرف سفيان ومن الجنوب مديرية خارف ومن الشرق مديرية أرحب محافظة صنعاء ومن الغرب مديريات: حمر بني صريم خارف. وتبلغ مساحة المديرية 340كم2 ومركزها مدينة ذيبين. وتضم المديرية (61)قرية تشكل جميعها (3)عزل هي: بني جبر سفيان مرهبة. وبلغ عدد سكان المديرية (29805)نسمة في التعداد العام للسكان والمساكن 2004م.
وذيبين كانت في التقسيم الإداري القديم تعتبر ناحية حيث كان يحدها من الشمال مرهبة وجبل ظفار ومن الشرق وادي شوابه وهران وغربا الجبل الشاهق المسمى جبل ذروة وجنوبا بلاد أرحب وبلاد خارف. ك