نظام الأقاليم .. هل سيغير من النمط الإعلامي ¿

محمد العريقي


 - واليمن تسير باتجاه نظام الأقاليم (في إطار الدولة الاتحادية) تبرز العديد من التساؤلات حول الأداء الإعلامي في المرحلة المقبلة, من حيث دور الوسائل الإعلامية الرسمية, بما في ذلك إدارتها, وطبيعة رسالتها الإعلامية. وينطبق الحال على الوس
واليمن تسير باتجاه نظام الأقاليم (في إطار الدولة الاتحادية) تبرز العديد من التساؤلات حول الأداء الإعلامي في المرحلة المقبلة, من حيث دور الوسائل الإعلامية الرسمية, بما في ذلك إدارتها, وطبيعة رسالتها الإعلامية. وينطبق الحال على الوسائل الإعلامية المستقلة, فلابد أن يكون هناك تكييف إعلامي مساير لهذه المرحلة, يعاد فيه النظر إلى الأولويات الإعلامية التي يراعي فيها الأولويات المجتمعية, ومعرفة الجمهور المتلقي .
إذ لا يعقل -على سبيل المثال – أن يظل الخطاب الإعلامي في الصحافة والقنوات التلفزيونية التي تدعي الاستقلالية, أو ما نسميها بالخاصة, على نفس الأسلوب السابق, منشغلة فقط بالمشهد السياسي المليء بالمكايدات والمناكفات السياسية والمماحكات الحزبية, وفي كثير من الأحيان كانت متورطة في صناعة ذلك التوتر, فمثل هذا الخطاب سوف يصبح معزولا ولن يحظى باهتمامات المواطن في هذه الأقاليم المتطلع لأداء إداري متميز ونهضة اقتصادية تنشله من واقع التخلف والحرمان, وتجفيف منابع الفساد والإفساد – هذا إذا اعتبرنا أن هذه الوسائل ستظل مهتمة بالشأن العام على مستوى كل الأقاليم .
وبكل تأكيد فإن النجاح الكبير سيكون للوسائل الإعلامية الإقليمية, ومن المتوقع في هذا الصدد ظهور العديد من القنوات التلفزيونية والصحف والمجلات, إذا انتبهت لما هو مطلوب منها لمواكبة التحول الجديد, الذي سينصب في البحث عن السبل الكفيلة بتحريك عجلة البناء السياسي والاجتماعي والاقتصادي والإداري والثقافي والسياحي والتعليمي والاستثماري والصحي في هذه الأقاليم .
فالاستحقاقات كثيرة وكبيرة في المرحلة المقبلة تستدعي الكثير من العمل, والقليل من الكلام, والانصراف للبناء والتنمية, فيكفي كلام ومماحكات, وإحباطات .
فمؤتمر الحوار الوطني انتهى وبدت الصورة واضحة لخارطة الطريق المستقبلية, فهناك متطلبات هامة ورئيسية, منها ما تمثل القاسم المشترك لكل المناطق اليمنية وهي العمل بكل جدية نحو تثبيت الأمن والاستقرار, ومن ثم تهيئة المناخ المناسب للتنمية, فكل محافظات اليمن تعاني من ظاهرة الإقلاق الأمني, ومن البطالة, وتنتظر المزيد من فرص التنمية, وهذا ما سيتوجب من وسائل الإعلام في تلك الأقاليم أن تفرد للإعلام التنموي مساحة كافية من خلال التسويق الإعلامي للميزات والمزايا التي تتمتع بها, كما أن هناك مهاما عاجلة أيضا, منها الإعداد للدستور, والتهيئة للانتخابات الرئاسية والبرلمانية العامة والأقليمية, وهذا يعني المزيد من بلورة الوعي الجمعي للتفاعل مع هذه الاستحقاقات, حتى تبرز المشاركة الديمقراطية بصورة جادة وفعالة.
وهناك أمور تتفاوت في أولوياتها من منطقة إلى أخرى, وبالتالي فإن وسائل الإعلام في كل إقليم ستركز على المشاكل والقضايا التي تهم الرأي العام في ذلك الإقليم, فمثلا, تبرز قضية ندرة المياه في تعز على رأس الأولويات, بينما الصورة مختلفة في مناطق تعيش حالة الصراع القبلي المسلح .
هذه بعض الخواطر لما يمكن أن يكون عليه الخطاب الإعلامي في المرحلة القادمة, ولاشك أن مثل هذا الموضوع سوف تتفاعل معه في المستقبل القريب, الجهات البحثية والأكاديمية والمشتغلون بقطاع الإعلام والثقافة والاقتصاد بمزيد من الدراسة, والتعاون مع الجهات المعنية في تلك الأقاليم لتعزيز الشراكة المجتمعية في إعداد الخطط والبرامج, ومتابعة تنفيذها .

قد يعجبك ايضا