سأحتفل الليلة

مروان الغفوري

 - في بلد كاليمن في زمن كالآن في مجتمع كنحن لا يمكنك أن تحصل على هبوط أكثر أمانا من هذا الذي نراه اليوم 25 يناير صنعاء.
في بلد كاليمن في زمن كالآن في مجتمع كنحن لا يمكنك أن تحصل على هبوط أكثر أمانا من هذا الذي نراه اليوم 25 يناير صنعاء.

اليمنيون يطلقون البلالين ويتبادلون التهاني.
يمكنك أن تقول إنها لحظة بائسة في تاريخ اليمن. غير أنك صدقني لا يمكنك أن تقترح طريقة أخرى لنهاية آمنة. ملاحظات الغاضبين اليوم تتعلق جلها بالشونهايتن بالجماليات بينما كانت الغاية الكبرى للذاهبين إلى موفنبيك هي ما لخصه لينكولين للصحفيين: جاءوا لأجل الجمهورية إذا استطاعوا الحفاظ عليها. كان ممكنا أن نملأ موفنبيك بنخب أخرى أكثر وعيا واحترافا وعبقرية وإبداعا. غير أن الأمر لم يكن بحاجة إلى عقل كبير كعقل عبدالباري طاهر ولا حبيب سروري. فالطريق إلى موفنبيك لم يكن لأجل اكتشاف النار ولا اختراع العجلة. مطيع دماج وسحر غانم وعصام القيسي وأمل الباشا وأروى عثمان وهمدان الحقب مرروا الأحلام الكبيرة على كل المستويات بينما انشغل الأحمر وهبرة والشائف في الاتفاق على جملة: وداعا للسلاح. وجد في موفنبيك من يجيد نصب المتاريس لدببة البادية والقبيلة ومن يمكنه إزالة المتاريس التي نصبت ضدا للجمهورية.
الأهم الهبوط الآمن إنقاذ الجمهورية إنقاذ السلم الأهلي إنقاذ الوحدة إعادة الأمل بالمستقبل إسدال الستار على عائلة الطغيان كتابة وثيقة وطنية استطاعت أن تجمع بين انحيازها لقيم المجتمع الحديث/ الديموقراطية وتفكيك متاريس المتحاربين.
انسوا المشهد الذي في الواجهة فكله انتقالي ومؤقت. الأهم هو باب المستقبل الجديد الذي فتح هذا النهار.
جمهورية اتحادية ديموقراطية دين مواطنيها الإسلام والسيادة فيها للقانون والإرادة فيها للشعب..
مبروك. أنا فخور بكم أيها الأوغاد يا صبيان موفنبيك.
قبل أيام استرخى جمال بنعمر على مقعده وبدأ يستذكر مغامراته في صنعاء. جاءها كما قال في أبريل 2011 لأول مرة وهي قطاعات مسلحة كل قطاع تعود ملكيته لأمير حرب . كان يتنقل مع الأجهزة الأمنية بين القطاعات. تسلمه الأجهزة الأمنية لأول مجموعة مسلحة على حدود القطاع ثم لا يسمح للأجهزة الأمنية بمرافقته فيتوغل وحيدا يبحث عن أمراء الحروب ليتحدث إليهم.
هكذا كانت صنعاء قبل عامين فقط كما يتذكرها بنعمر سأحتفل الليلة حتى الفجر.

قد يعجبك ايضا