هل هي لحظة اليقين ¿¿

عبد الرحمن بجاش

 - سالت رجلا كبيرا احترمه بعمق في لحظة بدا
أن العقل الجمعي قد غاب أو غيب بإصرار وتعمد , وقلت له : الناس بحاجة إلى اليقين , فعلق على قولي : اليقين لا يأتي إلا بتعب , وهو قول صحيح إلى حد كبير , هل وصلن
عبد الرحمن بجاش –

سالت رجلا كبيرا احترمه بعمق في لحظة بدا
أن العقل الجمعي قد غاب أو غيب بإصرار وتعمد , وقلت له : الناس بحاجة إلى اليقين , فعلق على قولي : اليقين لا يأتي إلا بتعب , وهو قول صحيح إلى حد كبير , هل وصلنا الآن إلى لحظة اليقين ¿ اقو ل أنا بتواضع وبمقدرة من يتعلم : ربما وصلنا إلى لحظة اطمئنان أولى , أما اليقين فأمام القافلة رحلة طويلة , يستدعي أمر الوصول إليها الحفاظ على قدرة العقل في أن يتحكم بدفة يقودها جمع كل يريد أن يصل بها إلى الهدف من طريق محدد , وهناك من يحاول بنفس القدرة و النية أن يغرق السفينة بمن عليها , ولذلك ترى عمليات اغتيال العقل !! , على المستوى الشخصي حين تصرخ في وجه رجل عاقل يرد عليك بهدوء ورويه فلا تتمالك غضبك فتصفعه , في هذه اللحظة تكون قد فقدت عقلك , فكيف بمن يعمل على قتل العقل ¿¿¿ . للوصول إلى لحظة اليقين التي هي يمنيا يمن آخر بأفق آخر وجديد لا بد من تنفيذ الوثيقة التي أجمعت عليها كل مكونات المشهد وان كان للبعض تحفظات فلا يزال في الوقت متسع لإصلاح الخطأ , ويبدأ التأسيس للحظة اليقين بصياغة دستور حاكم جامع هو عقد اجتماعي بين الناس على صيغة لإدارة الدفة بأسلوب آخر لا يكفي أن يظل البعض يتفرج فإذا غرقت السفينة , قال فقط لقد قلت وحذرت , بينما هو ظل واقفا على الرصيف يتفرج كيف سيفشل البحارة في الحفاظ على المقدرة على مواصلة السير , هنا فقط يكون ذلك النوع ممن لهم علاقة بالأمر العام نهاز فرص ومشتر للمواقف , ومتصيد أخطاء وحين وقع فقط بفعل لحظة ضاغطة وليس اقتناعا وإيمانا بهدف اسمي , بينما كان عليه أن يسهم في إنجاح الفكرة وليس ممارسة دور المتفرج ليجلس بعدئذ على الأنقاض منتصرا غير ملاحظ انه يجلس على أنقاض !!, بوصول المكونات إلى الوثيقة يبدأ المسير من اليوم نحو الخطوة التالية , والخطوة التالية وما بعدها تتطلب النزول إلى الناس لصناعة رأي عام يشكل أثناء السير اصطفافا , تآلفا , تحالفا , سموه ما شئتم لحماية ما انجز بالوعي به أولا , كذلك الدعوة لقوى الحداثة إن صح التعبير أو سموها ما شئتم أن تصطف وتترك حساسياتها جانبا فالمهمة كبيرة إلى درجة توجب عليهم جميعا أن يدركوا أن ثمة صعابا جمه في الطريق أولها الأشواك وآخرها قلاع تسكن كثيرا من الرؤوس , لا يكفي أن تظل تتحدث من المقيل عن ضرورات وضرورات ستظل حبيسة الجدران لا تصل إلى الشارع للناس أصحاب المصلحة الحقيقية في يمن آخر لن ياتي بالتمنيات بل بنضال دؤوب على أول الجبهات بشائره وعي عام يتحول إلى ثقافة عامة بدولة مدنية حديثة لن يأتي إلا إذا آمن من يؤمن بها طريقا أوحد للوصول إلى لحظة اليقين , وهنا لا بد من الاصطفاف الواعي , فالناس العاديون تؤثر فيهم الشائعات والعاب قصيرة تروج مثلا ليمن مقسم , بالفعل سيتقسم إذا لم يكن أصحاب الدولة الاتحادية المؤمنين بها على وعي بكل خطوة وبالصعوبات التي تعترضهم ويعرفون كيف يتجاوزونها وصولا إلى دولة بمشروع حام يؤسس لمستقبل آخر , أما إذا اكتفينا بالبقاء نتحدث في المداكي فابشروا بما هو أسوأ من المركزية بل بتشرذم البلاد , ذلك يحتم العمل الدؤوب في إزالة مخاوف الناس اولا , وبان ما سيكون فتحت مظلة اليمن , وأن الأقاليم لن تكون بديلا عن يمن واحد جدير بوسائل التوعية أن تصل بجهدها إلى آذان الناس وعقولهم في أن الآتي سيوحد البلاد ولن يفرق أهلها, وهو ما سيؤسس لهوية يمنية بروح جديدة يمنية تجدد روح البيت بإبقاء أبواب الغرف كلها مفتوحة للهواء المتجدد , هذا هو ما يجب أن يكون , وحذار حذار من ترك أمر القرارات الكبيرة رهن الرغبات الشخصية بل بوحي من الرؤية التي يتشكل اليمن الجديد بوحي منها , من الآن على الناس جميعا أن يكونوا مستعدين لرحلة طويلة يدرك أصحاب العقول أنها محفوفة بمخاطر تهون أمام إرادة جمعية صلبة تدرك بالعقل الحي هدفها النهائي , ولذلك اعملوا على أن لا يصل الشر إلى العقول ليغتالها …..كم نحن بحاجة من هذه اللحظة إلى العقل لنصل إلى لحظة اليقين ……

قد يعجبك ايضا