داخل القوقعة

محمد المساح


 - 
ظلت نصائح الكبار وهو طفل يحبو ثم يستقيم عالقة في الذهن ليس ذلك فحسب بل حضرت الأماكن هناك في أعماق مشاعره ومع النمو وعبور جسر الحياة.. أصبحت تلك النصائح منطلق

ظلت نصائح الكبار وهو طفل يحبو ثم يستقيم عالقة في الذهن ليس ذلك فحسب بل حضرت الأماكن هناك في أعماق مشاعره ومع النمو وعبور جسر الحياة.. أصبحت تلك النصائح منطلقات أساسية تحكم سيره وتوجهاته وكلما وهو يسير في درب حياته – حاول ويحاول – أن يتمرد وأن يختط نصائحه الخاصة بنفسه .. يفشل ويحاول لكنه لا يقدر ولا يستطيع.
كانوا يقولون له إياك وأن تمشي بسرعة أجعل خطواتك دلا .. دلا حتى لا تدقف وتتحكول أرجلك .. وبعدها تكسر جبهتك.
وحين يأتي الليل حسك.. والخروج من الباب.. حتى لا يأكلك الطاهش ..!
وحين كان يستلقي على قفاه في السقف .. ينظر إلى السماء والنجوم ويغرق في تأملاته الطفولية والأفكار والأسئلة تفور في ذهنه.
كانوا يقولون له: أوبه.. تعد النجوم ستنبت لك الأثاليل على كل أطرافك وحينما كان يتعجب وهو ينظر إلى وجهه المنعكس على صفحة الماء.. كانوا ينهرو نه أوبه.. يكلمك الشيطان .. وإلا بعدها .. سيلتهفك الجن!.
عبر درب الحياة وهو يتلفت يمينا ويسارا يخشى السقوط في الحفر والمنزلقات من بعد المغرب كان ولا يزال يخاف مجابهة الليل والغدرة قابعا في مكانه.. ولو سمع الريح وهي تولول في الخارج شد الكنبل على نفسه مثل حشرة حميد حيا حميد مات يغمض عيونه .. ويدخل قوقعته.
وإذا صادف ورأى النجوم تلمع وتتألق في صفحة السماء أعاد النظر إلى أصابع قدميه.. وظل الطاهش يسكن ذهنه وذاكرته يتوقعه بين الحين والحين حتى لا يأتي وينتزع روحه المرتعشة.

قد يعجبك ايضا