الفرحة التي لم تكتمل

ناجي عبدالله الحرازي


 - استبشرنا خيرا بأنباء اختتام أو وصول مؤتمر الحوار الوطني –وهو أطول مؤتمر من نوعه في تاريخنا المعاصر بل وفي تاريخ المؤتمرات المحلية والإقليمية والدولية التي تابعناها- إلى مرحلته
ناجي عبدالله الحرازي –

استبشرنا خيرا بأنباء اختتام أو وصول مؤتمر الحوار الوطني –وهو أطول مؤتمر من نوعه في تاريخنا المعاصر بل وفي تاريخ المؤتمرات المحلية والإقليمية والدولية التي تابعناها- إلى مرحلته النهائية.. ثم الإعلان عن إقرار وثيقته النهائية وضمانات تنفيذ مخرجاته وبيانه الختامي .
واعتقدنا –أو اعتقدت الغالبية العظمى منا ممن تنشد مستقبلا أفضل للبلاد والعباد- أننا على أبواب الخطوة التالية من آلية تنفيذ المبادرة الخليجية وقد تمكنا من تشخيص أمراضنا وتعرفنا على مشاكلنا واتفقنا على طرق حلها وقد تهيأت الظروف السياسية والاجتماعية والأمنية للمضي قدما بروح متفائلة.
لكن خبر اغتيال الأستاذ الدكتور أحمد شرف الدين الذي صعق اليمنيين وهو في طريقه لحضور الجلسة العامة الختامية والتوقيع على وثيقته ..
هذا الخبر الذي ما زالت بعض تفاصيله المزعجة تنهال علينا.. شوه فرحة اليمنيين ومن يتمنى لهم الخير من قوى إقليمية ودولية وأعاد الكثير منهم إلى مرحلة اليأس من المستقبل ومن إمكانية أن تتحول أجواء الحوار الوطني التي سادت مقر انعقاده طوال الأشهر التسعة الماضية إلى واقع عملي نعيشه في جميع أنحاء اليمن وينقلنا إلى المرحلة الجديدة التي نتطلع إليها بصبر وشوق!!
هذا الحادث المؤلم والذي تزامن مع محاولة اغتيال الأخ عمار الآنسي (نجل الأستاذ عبدالوهاب الآنسي أمين عام حزب التجمع اليمني للإصلاح) وربما مع حوادث اغتيال أخرى في أنحاء مختلفة من اليمن.. يجعلنا نشعر بالقلق بل ويدفعنا للتساؤل حول إمكانية وضع حد أو التخلص من حالة الانفلات الأمني وانتشار السلاح التي نشكو منها على الدوام وخاصة خلال السنوات القليلة الماضية والتي كانت ولازالت أحد الأسباب الرئيسية المشجعة على استمرار عمليات الاغتيال واستمرار عدم شعورنا بالأمان الذي نحتاج لضمان الاستقرار والتطور المنشود.
وكما قال الأستاذ الدكتور عبدالعزيز المقالح في مقاله الأخير الذي نشرته “الثورة” (الثلاثاء, 21-يناير-) “ما يبعث على الفزع أن الغموض ما يزال يكتنف ملف الاغتيالات حتى الآن. وهو ما يجعل أصابع الاتهام تتجه إلى أكثر من جهة وهنا مكمن الخطر وما سوف تسفر عنه الأيام -إن استمر المسلسل في التصاعد- من تداعيات واحتمالات لا حدود لآثارها وردود أفعالها. ويبدو أن الذين يمارسون هذا الفعل الشنيع لا يهدفون من ورائه إلى زعزعة النظام وإقلاق حالة الأمن بقدر ما يحاولون تحويل الوطن إلى مسرح شامل للاغتيالات والاغتيالات المضادة”.
ما لم تنجلö حالة الغموض هذه وما لم يتعرف الناس على الجهة أو الجهات أو الشخص أو الأشخاص المسئولين عن جرائم الاغتيال هذه ممن يمكن أن توجه لهم التهمة بشكل مباشر بعد توفر الأدلة والقرائن وما يستوجب إدانتهم ثم معاقبتهم وفقا للقانون.. وما لم نشعر بالأمن والأمان الذي يعد عنصرا رئيسيا في استقرارنا وانتقالنا إلى مرحلة أفضل.. ما لم يتحقق ذلك فإن فرحتنا باختتام أعمال مؤتمر الحوار الوطني لن تتم وقد لا تتحول جهوده ومقرراته إلى واقع ملموس.

قد يعجبك ايضا