وثيقة البناء

حسين محمد ناصر


 - 


نعم.. هي بكل المقاييس وثيقة البناء بناء الدولة الجديدة.. دولة النظام والقانون.. دولة العدالة والمساواة التي أجمع اليمنيون اليوم على بنائها بعزيمة وإصرار وتوافق و

نعم.. هي بكل المقاييس وثيقة البناء بناء الدولة الجديدة.. دولة النظام والقانون.. دولة العدالة والمساواة التي أجمع اليمنيون اليوم على بنائها بعزيمة وإصرار وتوافق وطني لم يشذ عنه أحد بعد أن عانى الجميع من الويلات والانفصال والظلم والتهميش ما يكفي.. لأن يفجر براكين من غضب: يسحق كل تلك العناوين الجائرة ويرسم ملامح وطن جديد بدولة جديدة ونظام سياسي فيدرالي اتحادي يستفيد من كل تجاوب اليمن السابقة بسلبياتها وايجابياتها: فيتخلص وإلى الأبد من الأولى ويعزز ويطور الثانية: بما يعكس التوجه الجديد والمبادئ الحديثة المقرة في مؤتمر الحوار الوطني: والساعية إلى تغيير كامل للأوضاع التي فكرها وازدراها المواطن في كل ركن وزارية من أراضي البلاد الواسعة.
إن وثيقة مخرجات الحوار وضمانات تنفيذه لم تعد ابتداء من أمس السبت وثيقة وطنية أنجزها وطنيون يمنيون بدعم من كل أحزاب الوطن ومنظماته المشاركة في الحوار ولكنها غدت وثيقة دولية يضمن ويراقب تنفيذها مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة بما فيها من دول إقليمية وعربية وعالمية: هي وثيقة ليست كمثل بقية الوثائق التي جرى التوقيع عليها بالأمس: ثم انقلب عليها بوحي من القوة والفردية وتحملت البلاد أعباء ونتاجات ذلك الانقلاب بوضع معيشي متدن واتساع في الاستغلال والنهب واحتكار للسلطة والثروة: وتغييب أجزاء كبيرة: مساحات وناسا من القرار السياسي والمشاركة الفصلية في السلطة.
اجتمعت كلها لتخلق الأزمات تلو الأزمات إلى حد لم يعد باستطاعة المواطن مسايرته والعيش في نطاقه وهب مطالبا بالتغيير وأحداث تحولات حقيقية في السياسة والمجتمع والواقع.
لقد شهد العالم بالأمس مراسيم الاحتفال بنجاح مؤتمر الحوار الوطني: وشكلت الوثائق التي خرج بها أعضاء المؤتمر أساسا متينا لبناء الدولة الاتحادية الجديدة بأقاليمها وأنظمتها المحلية وسلطاتها القادمة: ونجاح تلك المخرجات يتطلب وجود كفاءات وكوادر هي الأخرى جديدة: وذات خبرات مشهود لها وتتمتع بالنزاهة والحرص على المصالح العليا للوطن كفاءات وكوادر لم يسمع لها عن فشل أو أنانية وحب تسلط وامتلاك ولا عمليات نهب واستغلال لثروات وإمكانات الوطن كفاءات وكوادرهم الأول والأخير كيف تبني وطنا جديدا وترتقي به إلى مستوى الدول الحديثة تجعل شعبه يعيش إلى جانب أشقائه العرب بأمن واستقرار .. توفر له معيشة مقبولة.. وأنظمة تنتصر للمظلوم وتأخذ بيد الظالم المستغل مهما كان أسمه ولونه ونسبة وانتمائه الجهوي أو السياسي أو القبلي.
يجب أن تنتهي كل مخلفات الأمس السلبية وتتلاشى معها كل أخطار التعصب الضيقة بشتى مسمياتها: ويشرع الكل في بناء الدولة الجديدة: بإخلاص وإيثار وأن تختار القيادة السياسية العناصر القيادية المؤهلة لانجاز مهمات المرحلة القادمة: والابتعاد عن تجريب المجرب الذي اثبت فشله وأضحى عبئا على الوطن والمواطن: مهما كانت المبررات فلم يعد لدى الناس القدرة على تحمل أمثال هؤلاء ولا فشلهم الملموس.

قد يعجبك ايضا