آلام في وجه آمال ..!

خالد الصعفاني


 - 
.. اخشى أن اوصم احيانا بالطيرة والتمترس في خندق التشاؤم وأنا اتناول أحوال هذا البلد الكريم أهله .. لكنني في الحقيقة شخص متفائل لكنه التفاؤل المشفوع بنسب معقولة من المنطق

.. اخشى أن اوصم احيانا بالطيرة والتمترس في خندق التشاؤم وأنا اتناول أحوال هذا البلد الكريم أهله .. لكنني في الحقيقة شخص متفائل لكنه التفاؤل المشفوع بنسب معقولة من المنطق والواقعية .. وهذا يعني أنه لا مجال عندي لطغيان الاحاسيس أو الرغبات أو حتى الامنيات إذا لم يكن هناك ما ينفخ الروح فيها من فعل على الواقع ..
.. تابعت مؤتمر حوار التأم فيه مجموعة ( خمسة ستة خمسة ) في حوار تجاوز عمره الإفتراضي بخمسين في المائة .. كانت فكرة التقاء الخصوم البعيدين والقريبين ممتازة ودارت معارك تعبير وأفكار واتهامات ومحاصصات من كل نوع , وعسى المخرج النهائي لمشاكل بلادنا يكون عبر تلك المرحلة المهمة من حل المبادرة الخليجية التي شكلت مخرجا معقولا وعادلا للازمة السياسية التي عصفت ببلادنا منذ فبراير العام 2011 م ..
.. وعلى ذكر طيب الذكر مؤتمر الحوار والتفاف الشعب حول فخامة الرئيس المنتخب عبدربه منصور هادي ودعم مجموعة ( العشر ) الراعية للمبادرة , فإن الحلول غدت واضحة ومباشرة لكنها ستتصل بمصالح نافذين وكبار من سياسيين وقادة عسكريين ورجال أعمال ومشايخ وهنا سيكون الاختبار الحقيقي للقيادة السياسية .. يعني المشكلة والحل معا على علاقة مباشرة بعشرات الاشخاص من طول البلد وعرضها وليست مع باقي الخمسة والعشرين مليون يمني ..
.. أتابع حراك الحكومة التوافقية فألمس أن العامة يصرخون”ضرها أكثر من نفعها” حتى مع افتراض أن هناك أطرافا عديدة لا تريد لعود الحكومة أن يستقيم أو يقوى .. واتعمق أكثر في حراك وزارات محسوبة على هذا التيار السياسي أو ذاك فأجد بقايا رفات “رمسيس” أو يمنيا “شمر يهرعش ” .. أين الاستراتيجيات¿
أين الخطط الطويلة والمتوسطة والقصيرة¿.. أين الآليات التنفيذية المزمنة .. فلا أجد إلا تواري البعض حتى عن مجالس القات التي كانوا يعكفون عليها في فترة النظام السابق , ولا أرى إلا إسفار البعض الآخر عناوينها جلب الاتفاقيات والمعونات وفقط ربي يعلم بتفاصيلها ..
.. وزارات حكومية معنية بحماية الشعب اصبحت بواباتها تنطق بحاجة اهلها لمن يحميهم .. وهيئات حكومية انتهت تواريخ صلاحياتها وهي باقية على حالها .. واستثناءات تجلب الحسد والغيرة بين اطراف الطيف السياسي ,وتمريرات غير قانونية تفوقت في إتقانها على تمريرات افضل نجوم الكرة اليمنية حتى قبل أن تصل للحضيض هذا العام ..
.. فساد يضرب في الاطناب يمارسه اغلب من تظهر اسماؤهم في كشوف الراتب الحكومي .. والفساد هنا وقح الى درجة الصفاقة وكبير الى درجة اننا أصبحنا ضمن قوائم الدول الأعلى فسادا في العالم .. فساد تضخم في النظام السابق وجدد دورة حياته في النظام الجديد بطريقة الثعبان حين يستبدل جلدا بجلد ..
.. حوالي 10 آلاف منظمة وهيئة تعكف على الحج باسم المرأة والاسرة والشباب .. وعشرات الجمعيات الخيرية , لكنها في ” داوي ” ” لقاط ” المسابح أكثر من أي شيء آخر والدليل ملايين الأسر الفقيرة وملايين الشباب العاثر وملايين الأطفال الذين يسامون العنف والاستغلال ..
.. خطباء جمعة يلوون أعناق الآيات القرآنية والأحاديث النبوية وفقا للهوى .. طبعا ليس كلهم لكن البعض وهذا من ذاك حتى تجعل الوزارة المعنية بالأمر حلا عاقلا وسريعا له .. أصبح بعض الخطباء دعاة طائفية وتجييش وتفرقة بصورة تحفز على ترك حضورها حتى وهي توقيع الحضور على الجمعة ..
.. أما الإعلام بمختلف مشاربه وكوادره فقط سجل في المساحة الأكبر مرحلة عار حقيقية في حق المهنية والمسؤولية الاجتماعية بانشداده الى التمترس السياسي وبصورة فجة أصبح معها نافخا للكير لاعنا للضوء , وفقط يتصيد لكن ليس بطريقة الغضنفر إنما بإستراتيجية الضبع الذي لا يستحي أن يأكل من جيفة أو ميتة ..
.. ثم شعب مسكين مغلوب على أمره ارتضى من زمان بما يسد الرمق لكنه لا يقف في وجه من يريد أن يمنعه حتى من هذا الأخير ..!

أخيرا :
.. أشعر بالأسى واجد قلمي اقرب للحذر منه إلى إطلاق الأمنيات الوردية والوعود الخضراء .. واتفق تماما مع ثنائية الإبداع للشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح في قصيدته المغناة من الفنانة الرائعة ” شروق ” ” ما ليس معقولا ولا مقبولا ” ..أهجو حالي وأعلم أني أهجو نفسي باعتباري أحد من ينتسبون لهذه الأمة التي كانت عظيمة ..!

قد يعجبك ايضا