عن الوحدة والمخاطر المحدقة…!!

عصام المطري


 - 

ينتاب غالبية اليمنيين قلق عارض نشأ في العادة من مجمل الضغوط السياسية والاجتماعية بعد أن سرت حمى فك الارتباط فالوحدة اليمنية نجم مضيء في عالم العرب والمسلمين

ينتاب غالبية اليمنيين قلق عارض نشأ في العادة من مجمل الضغوط السياسية والاجتماعية بعد أن سرت حمى فك الارتباط فالوحدة اليمنية نجم مضيء في عالم العرب والمسلمين الدامس الظلام كما أنها قوة وغلبة ومنعة وما تمثلها قوم إلا رزقوا السعادة وأرثوا المهابة وذاع صيتهم في الأمصار والبلدان حتى تخالهم الشعوب والأمم جنة الله في أرضه.
فالوحدة محبة وتلاحم وإخاء وسلام وتعاون ووفاء صوب رأب الصدع والتحليق عاليا في فضاءات الإبداع والتألق السياسي والاجتماعي والاقتصادي حتى تتعزز اللحمة الوطنية في اتجاه المحافظة على الثوابت الريفية والوطنية ونبذ الفرقة والقطيعة والخصام وعدم الاكتراث بالدسائس والمؤامرات التي تحاك ضد الوحدة الوطنية والقيام بحملة وطنية تتمحور في تحصين الناشئة والشباب ومختلف الشرائح العمرية ضد المؤامرات التي تدبر في الليل والتي تجعل من بث ثقافة العنف والكراهية وسيلة لتمرير تلك المؤامرات والمخططات التي تريد إصابة وحدتنا الوطنية في العمق عن طريق مشاريع التقسيم والتفتيت.
إن الخيانة العظمى للمبادئ والقيم والمثل تكمن في التخلي عن المشروع الحضاري الوحدوي بتفكيك الدولة الواحدة الموحدة واستبدال النعمة بنقمة ومجافاة عين الحقيقة بالشرعنة للسلطات والتجزيء والتقسيم الممجوج فالمنكر لا يغير بمنكر أشد منه والقاعدة الفقهية في المصالح المسترسلة تنص على أن درع المفاسد مقدم على جلب المصالح فتقسيم الوطن مفسدة يجب درأها وتقديمها على المصالح المترتبة عن التقسيم, علما بأنه لا توجد مصالح للتقسيم فالأمة سوف تتراجع القهقري وسوف تتحطم أحلام وأماني وتطلعات الأمة اليمنية الواحدة الموحدة فمستقبل الوطن جراء التقسيم والتجزيء يكتنفه الغموض وهو مصير مجهول وركض وراء الزيغ والتيه والظلال ومخالفة التوجهات الدينية التي تحث وتحض على الوحدة الجامعة للمسلمين وضرورة العيش في ظل جماعة إسلامية واحدة, قال الله تعالى في محكم الآيات البينات “واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا”.
ومن ثم كانت المخاطر المحدقة على وحدة الوطن كثيرة ومتنوعة فهي “أي المخاطر المحدقة” تذكي الفتنة وروح الاحتراب والاقتتال بين أبناء الشعب اليمني العظيم ذلك أن هنالك من ينفخ في كير الفتنة والاحتراب والاقتتال فأبناء المحافظات الجنوبية ليسوا جميعهم ضد الوحدة وفك الارتباط فالشارع في المحافظات الجنوبية منقسم بين مؤيد ومحب للوحدة الوطنية وبين المنادي للانفصال إذ يجب على شعبنا اليمني في المحافظات الجنوبية أن يربأ بنفسه ولا يرعى مع الهمل, فالمحافظة على الوحدة الوطنية هو انقاد للأمة اليمنية الواحدة الموحدة من الهلاك المحتوم فيما إذا تم تجزيء وتقسيم الوطن اليمني الواحد الموحد.
إننا نطالب بتضمين الدستور اليمني الجديد موادا تنص على المحافظة على الوحدة الوطنية ومنع الانفصال وتجريم من يشيع ثقافة الكراهية بين أبناء الشعب اليمني الواحد و إنزال أشد العقوبات عليه باعتبار الوحدة الوطنية ثابت من الثوابت الوطنية التي يلتقي ويجتمع على أساسها أبناء الشعب اليمني الواحد في الشمال والجنوب والشرق والغرب فالوحدة.. الوحدة.. عضو عليها بالنواجذ وفاخروا فيها وتمسكوا بها ولتكن هي المهمين والباعث على الحركة والسكون باعتبارها قاسما مشتركا يؤلف بين قلوب جميع اليمانيين جنبا إلى جنب مع الدين الإسلامي الحنيف الذي فيه سعادتنا وعزتنا .
وخليق بإخواننا في الحراك الترفع عن الصغائر وتقديس الوحدة الوطنية والمطالبة بالحقوق ورفع المظالم تحت سقفها لننعم بالآمن والاستقرار والتعايش الآمن بين مختلف شرائح وفئات الشعب اليمني العظيم على اختلاف وتباين مشاربهم السياسية والفكرية من أجل أن نهنأ برغد من العيش وبحبوحة من السعادة في ظل التلاحم ووحدة الصف والإخاء الإيماني الفريد الذي يفرض المحبة والعدل والسلام والتعاون والتعاضد والتآزر على وجه البسيطة اليمنية وإلى لقاء يتجدد والله المستعان على ما يصفون.

قد يعجبك ايضا