عبد الوهاب بو زاهر (سفير الجزائر في اليمن)

الاسيف /شائف على الحسيني

 - يوم الاثنين 20 يناير 2014م كان يوما حزينا بالنسبة لي  فقد أخبرني صديقي سفير اليمن السابق في الصين الدكتور عبد الملك المعلمي  بوفاة السفير الجزائري بصنعاء لمعرفته بعلاقتي الوثيقة به وبالجزائر  فنزل علي هذا الخبر
الاسيف /شائف على الحسيني –
يوم الاثنين 20 يناير 2014م كان يوما حزينا بالنسبة لي فقد أخبرني صديقي سفير اليمن السابق في الصين الدكتور عبد الملك المعلمي بوفاة السفير الجزائري بصنعاء لمعرفته بعلاقتي الوثيقة به وبالجزائر فنزل علي هذا الخبر كالصاعقة . وقلت في نفسي آه يا للأسف مات .. ذلك الشخص النبيل الذي تعرفت عليه قبل أشهر قليلة في دار السفارة الجزائرية بالعاصمة صنعاء عندما ذهبت إلى مقر السفارة لأخبره عن رغبتي بزيارة الجزائر وفي ذلك الوقت كنت قد تعرفت على رجل ذي معدن أصيل وخلق رفيع فقد استقبلني في مكتبه وكأني صديق له منذ سنين وكان اللقاء حميما ودافئا حدثته خلاله عن بعض ذكرياتي الطيبة في الجزائر أثناء الدراسة الجامعية وحبي لهذا البلد العربي الأصيل وعرجنا على كل التراب الجزائري حتى موطنه في جنوب الجزائر (بسكرة) وذكرت له اسم أحد زملاء الدراسة في الجامعة وهو السيد سدراتي الذي أفادني انه يعرفه تماما كما حدثته عن مواقف كثيرة حصلت لي هناك فيها من الطرافة واللطف اللذين يعلقان بالذاكرة وهو يصغي لي بإعجاب وفي الأخير أصبح كلانا من تلك اللحظة قريبين من بعض وكلما لاحظني بعد ذلك في مناسبة أو احتفال يستقبلني مهللا ومسرورا قلت له مرة يا أخي عبد الوهاب بو زاهر لست اعلم لماذا حبي الكبير للجزائر لم ينقطع منذ كنت طالبا حتى اليوم منذ ما يربو عن 35 عاما ليس هذا فحسب بل إن جميع اليمنيين الذين درسوا هناك يحملون مشاعر الحب للجزائر أرضا وإنسانا فأجابني بكلمة مختصرة وهو يبتسم (ياخويا كل العرب من اليمن).
أبلغته عن نيتي في التعبير عن هذا الحب للجزائر في شيء مكتوب فمنذ تخرجت من الجامعة الجزائرية في أغسطس 1977م وذكرى الجزائر في روحي وعقلي لهذا قررت زيارتها فأجابني سيكون هذا أمرا مرحبا به فالعلاقات اليمنية الجزائرية لا ينبغي أن تكون رسمية فحسب وإنما شعبية أيضا وحين علمت بوفاته ألبسني هذا الخبر الحزن الشديد والحسرة ورددت في نفسي : آه أيها الزمن لماذا نفقد الجواهر من الناس¿!سفير في هذا المستوى يحمل ثقافة عالية وأخلاقا سامية غادر الحياة ولم يكن قد قدم ما لديه في خدمة وطنه يا للأسف و ياللهول المصاب ولكن لا اعتراض على مشيئة الله .
لقد كنت أحدث نفسي قبل أسبوع من هذا المصاب بتكرار اللقاء والاستفاضة بالحديث معه عن الجزائر فهو في حديثه يحمل إلي عطر الجزائر ويشوقني للسفر إليها .
حزنت عليه وكأني فقدت صديقا أعرفه منذ وقت طويل كما حزنت على حال أهله أمام ما أصابهم بفراقه وخاصة عقيلته التي قابلتها في احتفال السفارة الجزائرية بالذكرى الخمسين لثورة الجزائر المجيدة في شهر نوفمبر من العام الماضي وهي إلى جانبه في بهو فندق (موفنبيك) المطل على وسط العاصمة صنعاء لاستقبال ضيوف الجزائر في هذه المناسبة فزادني ذلك حزنا على حزني وتساءلت: يا ترى كيف حال تلك الأخت الفاضلة بفراق رفيق دربها ¿وكيف واجهت المأساة بعيدا عن أهلها وأسرتها وبلدها فلا حول ولا قوة إلا بالله ونسأل الله أن يعصم قلوبهم جميعا بالصبر والسلوان.
وأمام هذا المصاب الجلل برحيله المفاجئ يقف القلم عاجزا عن التعبير عما تختلج به نفسي من مشاعر الحزن والأسى ولا أملك أمام ذلك سوى أن أعبر عن عزائي ومواساتي لأسرة الفقيد الغالي ولأعضاء السفارة الجزائرية بصنعاء وللشعب الجزائري العظيم واثق أن الجزائر لن تنسى هذا الدبلوماسي الكبير ولن تنسى أسرته .. وإنا لله وإنا إليه راجعون .
الأسيف شائف علي الحسيني

قد يعجبك ايضا