المقالح يؤكد أهمية دور المثقفين تجاه صنعاء كمدينة تاريخية

● الثورة/ خليل المعلمي


نظم اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين – فرع صنعاء أمس على رواق بيت الثقافة ندوة بعنوان “المحافظة على المدن التاريخية.. بيت الواقع والطموح” شارك فيها عدد من المسؤولين في وزارة الثقافة والمختصين في الهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية.
وفي الندوة تغنى الدكتور عبدالعزيز المقالح بصنعاء من خلال إلقائه مختارات قصائد من ديوانه “كتاب صنعاء” الذي تم نشره قبل سنوات وأكد في كلمة ألقاها في الندوة أن الاهتمام بصنعاء كمدينة تاريخية وعاصمة لليمن الواحد من أهم ما ينبغي أن يعمل له كل المثقفين وقال: “لقد كتبت عن صنعاء التي عرفتها في طفولتي وهي المدينة النقية والنظيفة والآمنة وكان أبناؤها يمثلون عائلة واحدة في التضامن والتعاون في أحيائها القديمة التي كانت خالية من نفايات البلاستيك المخيفة”.
مبديا أسفه لما وصلت إليه صنعاء في وقتنا الحالي من حالة مترهلة وقد أصبحت هزيلة بعيدة عما كانت عليه من قبل.
فيما أوضحت الشاعرة هدى أبلان نائبة وزير الثقافة أن المدن التاريخية في بلادنا تعاني الكثير من الأوضاع الصعبة وهي تداعيات من الحالة العامة.. مؤكدة ضرورة تكاتف الجهود الرسمية والشعبية بما فيها منظمات المجتمع المدني والأفراد على انتشال هذه المدن من الوضع الذي يشكو منه العالم.
وقالت: إن اهتمام العالم بهذه المعالم التاريخية هو أساسي وأصيل وهو جزء من ثقافة المجتمع الدولي تجاه بلادنا وبالذات في الجانب التاريخي ونحن لا نمتلك من عناصر القوة إلا الثقافة والتاريخ والحضارة فهذه هي قوتنا الحقيقية التي يجب أن نعمل جاهدين من أجل أن تبقى مشرقة وضاءة وبعيدة عن التجاذبات والتناقضات السياسية والاجتماعية والثقافية.
وأضافت: إن هذه الندوة التي تتحدث عن صنعاء وشبام وزبيد وعن المدن المطروحة في جدول مركز التراث العالمي بحثا عن انضمامها في هذه اللائحة الهامة سيكون لها شجن كبير ولا شك أن المختصين أكثر تعبيرا عن هذا الشجن وهو شجن يؤلم إلى حد كبير عندما نجد وضع المدن ينهار لأسباب بسيطة بينما ننسى التاريخ وقيمته الحضارية.
وثمنت أبلان جهود اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين فرع صنعاء ممثلة في رئيسه الشاعر محمد القعود على مزجه الجميل بين الشعرية وبين الحديث التقني والفني عن المدن التاريخية ويعبر عن ارتباط خلاق وأصيل في العلاقة ما بين الإنسان والمدن التاريخية العريقة مؤكدة أن هذه دعوة لاحترام التاريخ وجعله بيننا عاليا.
فيما قدم المهندس نبيل منصر نائب رئيس الهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية نبذة عن ما تزخر به بلادنا من مدن ومعالم وقرى تاريخية ومن أهمها مدينة صنعاء والتي تم تسجيلها في العام 1986م في قائمة التراث العالمي ومدينة شبام التي سجلت أيضا في العام 1982م ومدينة زبيد التي سجلت في العام 1993م إضافة إلى جزيرة سقطرى التي تم تسجيلها في العام 2008م في قائمة التراث العالمي وغيرها من المعالم الأخرى.
وأكد منصر أن التنوع في التضاريس واختلاف المواد الأولية المستخدمة في البناء قد أدى إلى التنوع في طريقة البناء رأسي أو عمودي وتنوع في النقوش والجماليات.
واستعرض منصر العوامل التي أدت إلى تشويه هذه المدن التاريخية ومنها التحضر العشوائي وغزو المواد الحديثة إلى هذه المدن وارتفاع التكلفة الكبيرة للمواد التقليدية وكذلك غياب الوعي لدى أصحاب القرار في المحافظة على هذا الموروث الثقافي الوطني وما تتعرض له من تهديدات منها تحوير كبير في الأصالة وتغيير النسيج العمراني التاريخي لها من خلال غزو الأسواق إلى المناطق السكنية والاستيلاء على الفراغات والمتنفسات ودخول مواد جديدة كالياجور الأسود.. مؤكدا ضرورة الحفاظ على هذه المدن التاريخية لأنها تمثل الملامح الرئيسية للتراث اليمني كونها تعبر عن الهوية الثقافية وتمثل جزء هاما من تاريخنا الذي نفتخر به.
فيما تحدثت أمة الرزاق جحاف وكيل الهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية عن الحرف اليدوية التي كانت سائدة في المدن التاريخية والوضع الحالي الذي وصلت إليه وما تعرضت له من اندثار وتجاهل.
وأشارت إلى أن اليمنيين كانوا ينتجون ويصنعون كل ما يحتاجونه في حياتهم المعيشية مؤكدة أن المجتمع في تلك الفترات كان يحترم أصحاب هذه الحرف ويقدرونهم.
واستعرضت جحاف العديد من الحرف والمنتوجات الحرفية التي تعرضت بعضها للاندثار مثل صناعة السيوف اليمانية والمنسوجات الحريرية المطرزة واللحاف الزبيدي ولحاف بيت الفقيه والمغمغ والقضاض والمشغولات الجلدية ونسيج الخيزران والجنابي وأحزمتها والأحذية ومعاصر الزيوت وغيرها.
وأقيم على هامش الندوة معرض فوتوغرافي للمدن التاريخية اليمنية للفنان عبدالولي الطوقي والفنان فؤاد الحرازي أظهر ما تتمتع به هذه المدن من معالم حضارية وتاريخية تعبر عن موروث حضاري كبير.
وقد أدار ا

قد يعجبك ايضا